أجانب في منتخبات ألمانيا ..
عادل فهمي
no images were found
لا يمكنني أن أتفهم الخطأ الذي نقوم به حينما نسمح لأي شخص بأن يكون ألمانيا فقط لأنه تعلم اللغة الألمانية ويرغب في التحدث بها مستقبلا، أو لأنه تزوج من شخص ألماني” أدولف هتلر.
نظرية الزعيم النازي أدولف هتلر حول “تفوق الجنس الآري” ظلت سائدة في ألمانيا، حتى بعد خسارة الحرب العالمية الثانية ورحيل هتلر بسنوات طويلة. في عصر الحزب النازي، لم يكن مسموحاً لمن لا ينتمون للجنس الآري أن يمثلوا المنتخبات الألمانية، وحتى وقت قريب كان من الصعب للغاية أن تجد فريقاً وطنياً لألمانيا يضم لاعباً يحمل دماء غير ألمانية في عروقه أو أصوله.
لكن هذا الحال تغير بشدة في السنوات الأخيرة، لتشهد المنتخبات الألمانية تواجد عدد كبير من أبناء المهاجرين، ومن المجنسين من مختلف دول وقارات العالم.
وحين تنطلق بطولة كأس العالم في روسيا بعد أيام، ستضم تشكيلة المنتخب لاعبين لم يكن لهم أن يمثلوا المنتخب الألماني، لو كانت نظريات وتعليمات هتلر مازالت قائمة.
في السطور التالية نستعرض معكم مجموعة اللاعبين أصحاب الأصول المختلفة الذين مثلوا منتخبات ألمانيا دولياً في العامين الأخيرين، بالإضافة لهؤلاء الذين توجوا أبطالًا للعالم مع المانشافت في 2014.
كأس القارات 2017
قائمة المنتخب الألماني الذي خاوض كأس القارات في روسيا ضمت ثمانية لاعبين من أصول غير ألمانية أو مختلطة.
مدافع أرسنال “شكودران مصطافي: ينحدر من أسرة ألبانية، هربت من مقدونيا خلال الحرب اليوغسلافية في تسعينيات القرن الماضي لتعيش في ألمانيا. تلقى طلباً من الاتحاد الألباني ليمثل منتخب بلده الأصلي لكنه فضل اللعب للمانشافت.
المدافع “بنيامين هنريكس” ورث البشرة السمراء من والدته القادمة من غانا، لكن والده ألماني مثلما هو الحال بالنسبة لقلب دفاع “أنطونيو روديجر”، الذي أتت والدته من سييراليون. أما لاعب الوسط “أمين يونس” فوالدته ألمانية، ووالده لبناني.
“إيمري تشان” ينحدر من أصول تركية، لكنه ولد في ألمانيا مثل الكثير من أبناء المهاجرين الأتراك، وهو ذات الحال بالنسبة للاعب وسط “كريم ديمرباي” الذي انضم للمانشافت للمرة الأولى. أما حارس المرمى “بيرند لينو” فينحدر والده من أصول روسية. وتلقى لينو طلباً في وقت سابق من الاتحاد الروسي لكرة القدم ليمثل منتخب روسيا إلا أن الطلب قوبل بالرفض.
وغاب مهاجم مانشستر سيتي “لوروا سانيه” عن البطولة بالرغم من تواجده في قائمة الفريق للإصابة. والدة سانيه هي لاعبة الجمباز الإيقاعي الألمانية ريجينا ويبر، صاحبة برونزية أولمبياد لوس أنجلوس 1984، أما والده فهو لاعب المنتخب السنغالي في التسعينيات سليمان سانيه، الذي كان يعيش في فرنسا واستدعي للخدمة العسكرية هناك، ليقضيها في منطقة الغابة السوداء في ألمانيا. وأثناء هذه الفترة تعرف بريجينا ويبر ليتزوجها وينجبا لوروا، الذي سماه والده بهذا الإسم تيمناً بإسم مدرب السنغال السابق الفرنسي الشهير كلود لوروا.
كأس العالم تحت 20 سنة 2017
قائمة المنتخب الألماني في مونديال الشباب الذي أقيم في كوريا الجنوبية، وخرج فيه المانشافت من دور الستة عشر شهدت وجود ستة لاعبين من أصول غير ألمانية.
خمسة من هؤلاء الستة ينحدرون من أصول إفريقية. قلب الدفاع “فريديريك أنانو” لاعب رودا الهولندي ولد في ألمانيا لوالدين مهاجرين من توجو، وحصل على الجنسية الألمانية بحكم مولده هناك. لاعب وسط فولفسبورج “أمارا كوندي” أيضاً ولد في ألمانيا لوالدين مهاجرين من كوت ديفوار. لاعب وسط آخر من فولفسبورج أيضاً هو” كينتو مالكولم بادو” أتى والداه من غانا إلى ألمانيا في تسعينيات القرن الماضي.
مدافع هرتا برلين “جوردان توروناريجا” ولد في مدينة كيمنيتز أثناء احتراف والده أوجوكوجو توروناريجا، لاعب منتخب نيجيريا الأسبق هناك. أسرة جوردان النيجيرية واصلت الحياة في ألمانيا التي نال هو جنسيتها بحكم الميلاد، وأصبح لاعباً بمنتخب ألمانيا للشباب حالياً. أما مهاجم فورتونا دوسلدورف “إيمانويل أيوها” فوالدته ألمانية ووالده نيجيري. أيوها تلقى عرضاً للعب لمنتخب نيجيريا الأول، لكنه رفضه بسبب عدم استقرار الأوضاع السياسية في نيجيريا على حد تعبيره.
وأخيراً ينحدر لاعب وسط ماينز “سوات سردار” من أسرة تركية مهاجرة إلى ألمانيا.
أولمبياد ريو دي جانيرو 2016
ألمانيا بلغت المباراة النهائية لمسابقة كرة القدم في أولمبياد ريو دي جانيرو، قبل أن تكتفي بالميداليات الفضية بالخسارة أمام البرازيل بركلات الترجيح. تشكيلة المانشافت الأوليمبي ضمت ثلاثة لاعبين من أصول غير ألمانية.
لاعب الوسط “جيريمي تولجان” والده أمريكي إفريقي، ووالدته كرواتية. تولجان الذي ولد في ألمانيا تلقى عرضاً قبل عامين من مدرب المنتخب الأمريكي وقتها “يورجن كلينتسمان” للعب لمنتخب الولايات المتحدة لكنه رفض مفضلاً تمثيل المانشافت.
المهاجم ” دافي سيلكه” ولد في ألمانيا لأب إثيوبي وأم تشيكية، هاجرا من بلادهما والتقيا هناك. سيلكه كان على وشك تمثيل المنتخب الإثيوبي عام 2012 وهو في السابعة عشرة من عمره، حين طار مسؤولو الاتحاد الإثيوبي لكرة القدم لمحاولة إقناعه باللعب لبلد والده، لكنه فضل اللعب لمنتخب ألمانيا للناشئين في هذا الوقت.
أما جناح بايرن ميونيخ الجديد، “سيرج جنابري” فولد في شتوتجارت لأم ألمانية وأب من كوت ديفوار.
أبطال العالم 2014، ويورو 2016
تشكيلة ألمانيا المتوجة بلقب مونديال 2014 في البرازيل ضمت ستة لاعبين من أصول غير ألمانية. ضمت تشكيلة المدرب “يواخيم لوف” وقتها كل من “سامي خضيرة” والده مهاجر تونسي، مسعود أوزيل أسرته مهاجرة من تركيا، شكودران مصطافي أسرته مهاجرة من تركيا ، “لوكاس بودولسكي” و”ميروسلاف كلوزه” كلاهما من أسرة بولندية مهاجرة إلى ألمانيا، وكلاهما ولد في بولندا، “جيروم بواتنج” والده من غانا، وشقيق كيفين برنس بواتنج الذي يلعب لمنتخب غانا..
أما تشكيلة ألمانيا في يورو 2016 فضمت بالإضافة لمصطافي، خضيرة، أوزيل، بودولسكي، إيمري تشان، بواتنج ولوروا سانيه كلاً من جوناثان تاه ـ والده ألماني ووالدته من كوت ديفوار، و”ماريو جوميز” ـ والده إسباني الأصل وحصل على الجنسية الألمانية لاحقاً، وماريو يحمل الجنسيتين الألمانية والإسبانية.
كأس العالم 2018
أبهر المانشافت الألماني العالم بأدائه في مونديال البرازيل 2014، وخاصة في الدور قبل النهائي، عندما ألحق هزيمة تاريخية بنظيره البرازيلي (7-1)، على ملعب “جوفيرنادور ماجاليس”، أمام أكثر من 58 ألف متفرج. ومن ثم توج باللقب على حساب نظيره الأرجنتيني، بفوز عليه، في المباراة النهائية، بهدف قاتل، جاء قبل سبع دقائق من نهاية الوقت الأصلي للشوط الإضافي الثاني، وحمل توقيع اللاعب ماريو غوتزه.
حقق المنتخب الألماني انتصارا تلو الآخر في التصفيات المؤهلة إلى مونديال روسيا 2018، وتصدر قائمة المجموعة الثالثة، بالعلامة الكاملة، برصيد 30 نقطة، وأحرز لاعبو المانشافت 43 هدفا، مقابل 4 أهداف فقط دخلت مرماهم.
أهم اللاعبين من أصل أجنبي بكأس العالم هذا العام: أنتونيو روديجر/ جيروم بواتينج / دييغو ديم / ايمري تشان/ سامي خضيرة/ مسعود أوزيل/ كريم ديميرباي/ ليون غوريتسكا/ لوروا سانيه