“ماكس فيبر” والعالم العربيّ

.

مساهمة في إطار العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة

تقديم الدكتور عبد الحكيم شُباط

.

موسى الزعيم                              

.

عن دار الدّليل للطباعة والنّشر في برلين صدرت مؤخراً سلسلة كتبٍ مؤلّفة من خمسة أجزاء باللّغة الألمانيّة  للدكتور عبد الحكيم شباط، والكتب مجموعةُ مقالاتٍ مُحكّمة أبحاثُ ودراساتٌ فلسفيّة، حصيلة جهد سبعة أعوامٍ تقريباً، جمعها الكاتب في سلسلة تعالج قضايا فكريّة واجتماعيّة للباحث الألمانيّ ومختصّ الدّراسات الاجتماعيّة (ماكس فيبر).

ولد كارل إميل فيبر في نيسان عام 1864 في مدينة ايرفورت في أسرةٍ من الطّبقة البرجوازيّة المتوسّطة، التحقَ بجامعةِ هومبولدت في برلين في عام 1882 حتى 1886 حيثُ درسَ الحقوقَ والاقتصادَ والفلسفةَ والتّاريخ، نالتْ أبحاثهُ شهرةً عالميّةً في وقت مبكّر.

 والدكتور عبد الحكيم شباط الروائيّ وأستاذ الفلسفة المتخصص في علم الاجتماع، درسَ ماكس فير ووجدَ العلاقةَ  بين ما كتبهُ وبين نهضةِ المجتمعاتِ اقتصادياًّ وفكريّاً، وخاصّة المجتمع الألمانيّ، ومن خلال ذلك وجد أنّ هناك نقصاً في فهم فيبر إذ أنّ أغلبَ الدّراسات التي انتشرتْ عنهُ عربياً لا تتعدّى التّعريف به، ولأسبابٍ ربّما لا تلقى دراساته الارتياحَ لدى بعض السّلطات العربيّة، لما تحملهُ أفكار الرّجل من تأثير على الأنظمة العربيّة الحاكمة.

عن أهميّة هذه الكتب ودواعي تأليفها تحدّث الدكتور شباط قائلاً:

الكتبُ هي أبحاثٌ أكاديميّة، الهدفُ من تأليفها تغطيةُ حاجةٍ ملحّةٍ في بعض التّخصصاتِ العلميّة الموجودة في الجّامعات العربيّة، وهي مكتوبةُ باللّغة الألمانيّة، وتعالج قضايا مطروحة للنّقاش في السّاحة الأكاديميّة الألمانيّة، وبالأساس هدفي من وراء ذلك هو نقلُ هذه المعارف إلى اللّغة العربيّة، وقد لاحظتُ أنّ هناك حاجةً عند الطالب والأكاديميّ العربيّ، لهكذا تخصّصات، في مجال العلوم الإنسانيّة  في الدّراسات الألمانيّة.

  والكتبُ هي مشروعٌ معرفيّ، لكن أحدَ أهمّ أهدافهِ التّرجمة إلى العربيّة، لإغناءِ المكتبة العلميّة العربيّة وبشكلٍ عامٍ.

 فالتّرجمات الموجودة في المكتبة العربيّة الخاصّة بالعلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة تطغى عليها الفرنسيّة والانكليزيّة، ويعود السببُ في ذلك أنّ هذه الدّول كانت مُحتلّة للبلاد العربيّة، بالتالي فرضت عليها تبعيّة سياسيّة وثقافيّة مباشرةً أو غير مباشرة، في حين أنّ ألمانيا كانت بعيدةً عن السّاحة العربيّة إلى حدّ، ما فلم يكن هناك تواجدُ ألمانيّ في المنطقة، ثمّة بُعدٌ ثقافيّ بين العربِ والألمان في فترة ما. ومن جهةٍ ثانيةٍ  بدأ هذا التّقارب حالياً  يظهرُ من خلالِ بحثِ الأكاديميّات العربيّة عن مصدرٍ جديدٍ للمعرفة.

  قسّم المؤلّف كتابهُ إلى خمسةِ أجزاء: فجاء عنوان

  الكتاب الأوّل (مَدخل إلى النّظريّة الاِجتماعيّة لدى ماكس فيبر، والبحث الاجتماعيّ العربيّ)

يقدّم الكتاب تمهيداً حول النظريّة الاجتماعيّة  لدى ماكس فيبر، ويضعها في سياقها الزّمني والمعرفيّ  ويرصد تأثيرها على البحث الاجتماعيّ في العالم العربي ويطرح الكتاب قضيّة بناءِ علم اجتماع عربيّ موحّد، كما يعالج أهمّ المَعوقات الخارجيّة والداخليّة التي تحولُ دون  تحقيقِ هذه الغايةِ، وفي هذا السّياق  يتناولُ الكتاب وضعَ البحث العلميّ في معظم الجّامعات العربيّة وحجم الميزانيّات والدّعم الحكوميّ له.

والكتاب مدخل عام  لنظرية فيبر الأخيرة، لأنّ فيبر لديه عدّة نظريّات وفرضيّات والكتاب عبارة عن مخطّطٍ عام لهذه النظريّة، بالإضافة علاقة فيبر بالعالم العربي.

ومن المعروف أنّ الفرنسيين طوروا الدّراسات الاجتماعيّة بناءً على مقدّمة ابن خلدون وكذلك الألمان” ومن المَعلومِ أيضاً أن علم الاجتماع الألمانيّ تأسّس استناداً إلى مقدّمة ابن خلدون، وأوّل مَنْ ترجمَ جزءاً من مقدّمته هُم الألمان عام 1913” والغريبُ أنّهم جميعاً استفادوا من دراساتِ ابن خلدون وطوّروها، في حين  توقفنا -نحن العرب- عنها إلى حدٍّ ما وصارتْ تعتبرُ ضمنَ الدّراسات التّاريخيّة.

كذلك يقوم الكتاب بدراسةِ علم الاجتماع في أغلبِ الدّول العربيّة “مصر العراق الجزائر المغرب سوريا ..” ماهيّة الدّراسات المقدّمة في مجال علم الاجتماع، إلى أيّ درجةٍ كانت أطروحاتِ الدكتوراه والماجستير المُقدمة هناك جدّية لتأسيسِ منهجِ علم اجتماعٍ عربيّ

ويبحثُ أيضاً في تمويلِ البحثِ العلميّ، والتّداخل العلميّ الدّينيّ..والصّعوبات التّي تمنعُ وجودَ علمِ اجتماعِ عربيّ …

الكتاب الثّاني وعنوانه: العلوم الإنسانيّة الاجتماعيّة والثنائيّة المنهجيّة في إطار نظريّة إعادة البناء المنهجيّ  لمدرسة “ايرلاتغن”

يعالجُ الكتاب إمكانيّة إيجاد قوانين علميّة  تضبطُ سير الوقائع والأفعال الإنسانيّة على غرار القوانين التّي تضبطُ الظّواهر في العلوم  الطبيعيّة، كما يتبنّى المؤلّف في أطروحاته أفكار مدرسة “ايرلانغن” التّي أسّسها فيلسوف العلم “باول  لورينتسن” وفيلسوف الحضارة والانتربولوجيا “اوسفالد شفيمر” مع آخرين بالاستناد إلى أفكار عالم الرّياضيّات “هوغو دينغلر”

يقول الدكتور شباط: هذا الكتاب يتحدّث عن العلوم الثقافيّة ويقابلها بالعربيّة العلوم الإنسانيّة، ومن المعلوم أنّ في ألمانيا مدرستين ثقافيتين في مجال العلوم الإنسانيّة، المدرستان وضعتا أُسس ومناهجَ العلوم الاجتماعيّة والإنسانيّة وهما مدرسة  “فرانكفورت” و”ايرلانغن” بالنسبة لي كتوجّهٍ معرفيّ أتبع مدرسةِ ايرلانغن لأنّ أستاذي المُشرف في أطروحة الدّكتوراه كان من  هذه المدرسة.

 القضيّة الأساسيّة التي يعالجها الكتاب هي قوانين أو منهجيّة ضبط الواقعة في العلوم الإنسانيّة، كيف نستطيع ضبط الواقعة وقراءتها قراءةً علميّة موضوعيّة؟ّ  مثلُ قراءة الحراك الاجتماعي في مجتمع معيّن استطيع تفسيره من خلال فرضيّات.

الفكرة الأساسيّة في الكتاب هي أنّه في العلوم الإنسانيّة لا يمكن وضع قوانين كالقوانين الطبيعيّة والكتاب يقوم بمقارنة بين مفهوم القانون في العلوم الطبيعيّة والقانون في العلوم الإنسانيّة.

 بالمُحصّلة نحن بحاجة إلى قوانين لكن من نوعٍ خاصٍ، لا تتعارضُ مع خصوصيّة الظّاهرة البشريّة لأنّها تعالج قضايا إنسانيّة.

 الكتاب الثالث وعنوانه: الأسس المنهجيّة والاجتماعيّة لنظريّة الفِعل عند ماكس فيبر.

يقدّم الكتاب دراسة نقديّة صارمة للأسس التي تقوم عليها نظريّة الفعل الإنسانيّ والاجتماعيّ لدى ماكس فيبر، كما يعقد المؤلّف مقارنةً نقديّةً بين نظريّة فيبر ونظرية عالم الاجتماع الفرنسي “إميل دوركهايم”، وتأثيرهما على الدّراسات العربية.

يركّز الكتاب على الأسس التي أقامَ عليها  فيبر فرضيتهُ ضمن النظريّة الاجتماعيّة؛ ماكس فيبر لديه نظريّة تسمّى “نظريّة الفعل” والكتاب يتحدّث بشكلٍ أساسيّ عن الأسس النظريّة التّي أقام عليها ماكس فيبر نظريّة الفِعل و نظريّة تفسير السّلوك البشريّ.

 كذلك لديه مستويات للفعل البشري، الفعل الإنساني، النّظام الاجتماعي والعلاقة الاجتماعيّة.

 يحاولُ فيبر وضعَ فرضيّات يفسّر عليها الظّواهر الاجتماعيّة والتاريخ، هذه الفرضيّات تسمّى نظريّة الفِعل وهي التي تأسّست عليها جميع فرضيّات النظريّات في ألمانيا.

ونظريّة الفعل يدخلُ فيها علم الاقتصاد والسيّاسة وعلم النّفس والاجتماع وعلم التّاريخ، جميع هذه العلوم تتداخلُ مع بعضها في النظريّة الاجتماعيّة لتفسر الظّاهرة الإنسانيّة التّي تحدث في مجتمعٍ ما  في فترة ما  تاريخيّة نحنُ  بحاجةٍ إلى علم  التاريخ كذلك الأمور الاقتصاديّة والدينيّة تُدرسُ في هذه الظّاهرة أيضاً، وبالتالي نظريّة الفِعل ضمن سياق علم واحدٍ، تصنّف ضمن علم الاجتماع، لذلك حتّى تُقيم نظريّة لابدّ من أن تُراعي الشروط المحيطة بها.

 الكتاب الرّابع: نظريّة بناء مفهوم “النّمط المثاليّ” لدى ماكس فيبر كحلّ للخلاف المنهجيّ في العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة.

يعالجُ الكتاب بشكلٍ نقديّ تطوّر مفهوم “النّمط المثاليّ” من الدّراسات اللّغويّة والأدبيّة، إلى الدّراسات الفلسفيّة، إلى العلوم الطبيعيّة، وصولاً إلى العلوم الإنسانيّة، ويعرضُ مُساهمة “فيبر” الخاصّة بشكلٍ رئيسيّ، كما يتناول الكتاب بشكلٍ موسّع أبرز محاور الخلاف المنهجيّ في علم الاقتصاد وعلم السّياسة بين المدرسة النّمساوية: “مدرسة فينا” المعروفة باسم “الاقتصاد الوضعيّ الحرّ” والمدرسة الألمانيّة: “مدرسة لايبزغ”، المعروفة باسم “الاقتصاد الوطني الموجّه حكومياً” ويقدم الكتاب مُعالجة نقديّة لأهمّ أفكار فرضيّات ونظريّات علماء السيّاسة والاقتصاد في التّوجهين.

   في المحور الأول  يقول الكاتب:من المَعروف أنّ فيبر وضع منهجيّة تسمّى بناء الأنماط المثاليّة؛ المقصود به عمل نموذج ويعيد فيه ذهنياً إعادة تشكيل أو هيكلة الأحداث التّاريخيّة التي حدثت من أجل إعادة بناء نمط مشابهِ.

استطاع  فيبر تفسير أغلب الأحداث التاريخيّة التي كانت إشكاليّة في زمانها، كالمعركة التي حدثت بين الإمبراطورية الرّومانيّة والفارسيّة مثلا ً.

من خلال هذه المنهجية وضع أنماطاً مثاليّة للفعل البشريّ وأنماطاً بشريّة للمجتمعات، وأنماطاً مثاليّة لأنواعِ السّلطة، كما ميّز أنواع السّلطة عبر كلّ المجتمعات البشريّة.

استطاع فيبر إيجاد خمسة أنماط لنظام الحكم أيّ نظام في العالم يريد أن يحكم، يجب أن يتّبع أحد هذه الأنماط، حاول أن يدرس خصائص كلّ نمطٍ من هذه الأنماط  من خلال دراسة النّمط يستطيع كشف عيوبه و سلبياته وايجابياته يستطيع أن يفسّر ما هو الأنسب لهذا المجتمع أو ذاك  إلى أين يذهب هذا المجتمع ؟

المحور الثاني: يتحدّث عن الاقتصاد السياسيّ يتناول مدرستي الاقتصاد السياسي الألمانيّ وهما مدرسة فينا ومدرسة لايبزج .

عملَ فيبر تقييم لفرضية المدرستين وعالج كلّ  الفرضيّات التي كانت في زمنه.

يقول الدكتور شباط : ما قمتُ به في هذا المِحور أننّي تناولتُ نظريّات  فيبر في الاقتصاد الوطني، أو ما يسمّى الاشتراكي الذي  تطوّرت عنه فيما بعد الاشتراكية أو النّظام الوضعي الذي تطوّرت عنه الرأسماليّة .. قمتُ هنا بإعادة تقييم نقدي لوجهة نظر فيبر والدّراسات التّي جاءت معه حتّى اليوم.

 الكتاب الخامس: بعض المحاولات الحديثة لحلّ إشكاليّة التّفسير في العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّ.

يعرضُ الكتاب بعض النّظريات الحديثة والمُعاصرة، لحلّ إشكاليّة تفسير الوقائع التاريخيّة، وفهم الأفعال الاجتماعيّة والإنسانيّة، وهنا يتم اختبار صلاحية “موديلات” التّفسير التي تقدمها هذه النظريات، وهي “نظرية التفسير العقلي” لدى فيلسوف التاريخ الكندي “وليم دري”. ثم “نظرية التفسير العلمي الوضعيّ” لدى عالم الرّياضيات الألمانيّ ـ الأمريكي “كارل غوستاف همبل”، وزميله عالم الكيمياء الألماني باول “أوبنهايمر” وتضمّنت الدّراسة ثلاث موديلات …ثم نظريّة  “القياس المنطقيّ العمليّ”، و”موديلات الحتميّة” لدى فيلسوف العلم الفنلندي ـ البريطاني “جورج هنريك فون رايت” ثم نظريّة “إعادة البناء العقليّ والاختبار المنهجيّ” لدى فيلسوف الحضارة والانتروبولوجيا الألمانيّ “أوسفالد شفيمر”.

علماء الرّياضيات وضعوا قوانين لإمكانيّة إخضاع  الظّواهر الإنسانيّة لقوانين العلوم الطبيعية القوانين الإحصائيّة؛ يقول الدكتور شباط: تناولتُ في الكتاب القوانين الإحصائية ومحاولة أن يُخضعَ الظّواهر الإنسانيّة للقوانين الرياضيّة والإحصائيّة، حالوا إظهار عيوب وبطلان هذه القوانين و الإحصائيّات كما درستُ العيوب من خلال مجموعة من الفرضيّات.

 هناك أيضاً نموذج لعالم بريطاني اسمه “دريم”  درس أنماط التّفسير العرقي حاول إيجاد شكل معين من القوانين لضبط الظاهرة البشريّة.

 كذلك هناك من حاول وضعَ قوانين حتمية  قانون يستطيع التنبّؤ بالسلوك البشريّ مثلاً (عملنا كذا في السلوك الاقتصادي النتائج ستكون كذا أو بالشكل الفلاني).

 فالدراسات الإنسانيّة دائماً تنطلق من الفرد لتعممّ على المجتمع، بعضهم حاولَ فهم المجتمع بشكلٍ عامٍ من خلال السلوكات الفرديّة.

 القسم الأخير من الكتاب هو مدرسة “ايرلانغن”  للأسف غير معروفةٍ في العالم العربيّ، لها فروعٌ في بريطانيا وفرنسا وغيرها،  أسسها عالم رياضيات ألمانيّ يدعى” ريغنكر هوغو” هذه المدرسة لها نظريّة خاصّة وعممتها على كلّ العلوم الإنسانيّة السّبعة، حاولتْ أن توجِد تطور لهذه العلوم والمناهج الدراسية التي تعتمد النظريتين فرانكفورت و ايرلانغن في المناهج الجامعيّة وما قبلها.

  في المُحصلة أن يكتبَ كاتبٌ وباحثٌ عربيّ عن عالم اجتماعٍ ألماني ،وبلغة هذا الباحث الأم -أعني الألمانيّة- هذا الأمر ينطوي على ثقةٍ وجرأةٍ في نفس الوقت وهو أمرٌ يدخل في باب التّحدّي.

يقول الدكتور عبد الحكيم شباط في ذلك: أنا مُقيم  منذ فترة جيدة  نسبياً في ألمانيا، عندما أكتبُ باللغة الألمانيّة عن مواضيع أكاديميّة  ألمانيّة هذا أمر ليس بغريبٍ عنّي، لكن كواجبٍ عليّ هو دعم ثقافتي الأصليّة التي أتيتُ منها، ورفدها بما كسبتُ من الثقافة الغربية والهدف الأساسي من كتبي هو مدّ جسر ثقافيّ اجتماعي بحن بأمسّ الحاجة إليه في ثقافتنا العربية المُعاصرة. يُذكر أنّ الدّكتور عبد الحكيم شباط صدر له ما يقارب عشرة كتب منها في القصة أحلام صغيرة عام 1997 وحكايات شرقيّة في برلين عام 2013  في النقد صدر له شتلاتٌ نقدية عام 2012 في الكويت وفي الفلسفة تركّزت دراساته حول نظريّة المعرفة العلميّة  وكذلك له مجموعة دراسات وأبحاث في فلسفة التّصوف الإسلامي (ابن عربي وأبو زيد البسطاميّ ) و كتاب إعادة البناء والواقع التجريبي 2011 عن جامعة هومبولدت في، كما أصدر في عام 2017 رواية شارع بودين.