سكان العالم يشيخون

 

صبري هلال

 

يشهد كل بلد تقريبا في العالم نموا في عدد ونسبة كبار السن في عدد سكانه.
ومن المنتظر أن تصبح الشيخوخة واحدة من التحولات الاجتماعية الأكثر أهمية في القرن الحادي والعشرين، حيث ستؤثر على جميع قطاعات المجتمع، بما في ذلك سوق العمل والأسواق المالية، والطلب على السلع والخدمات، مثل السكن والنقل والحماية الاجتماعية وكذلك الهياكل الأسرية والعلاقات بين الأجيال.
وتشير البيانات الصادرة عن تقرير التوقعات السكانية في العالم: تنقيح عام 2015، عن زيادة عدد كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 60 عاما أو أكثر بشكل كبير في السنوات الأخيرة في معظم البلدان والمناطق، ومن المتوقع أن يتسارع هذا النمو في العقود المقبلة.

 

المستويات والاتجاهات في شيخوخة السكان
في عام 2015، كان هناك 901 مليون شخص تتراوح أعمارهم بين 60 عاما أو أكثر في جميع أنحاء العالم، أي بزيادة عالمية قدرها 48 في المائة لعدد كبار السن حيث بلغ كان 607 مليون شخص في عام 2000. ومن المتوقع أن ينمو عدد الأشخاص في العالم الذين تتراوح أعمارهم بين 60 عاما أو أكثر بنسبة 56 في المائة، من 901 مليون شخص إلى 1.4 بليون شخص بين عامي 2015 و 2030. وبحلول عام 2050، من المتوقع أن يزداد عدد سكان العالم من كبار السن إلى أكثر من ضعف الحجم الذي كان في عام 2015 ليصل إلى ما يقرب من 2.1 مليار.
ويعيش ثلثي كبار السن في العالم في المناطق النامية وتتزايد أعدادهم بشكل أسرع هناك عما كانت عليه في المناطق المتقدمة.
وينظر بشكل متزايد الآن إلى كبار السن باعتبارهم من المساهمين في التنمية ينبغي أن تدمج قدراتهم على العمل من أجل النهوض بأنفسهم ومجتمعاتهم في السياسات والبرامج على جميع المستويات. ويعيش في الوقت الراهن 64 في المائة من جميع كبار السن في المناطق القليلة النمو _ ومن المتوقع أن تقارب هذه النسبة 80 في المائة بحلول عام 2050.

 

العوامل الديموغرافية في شيخوخة السكان
يتم تحديد حجم وعمر السكان بشكل مشترك من خلال عمليات ديموغرافية ثلاثة وهي الخصوبة والوفيات والهجرة.
ومنذ عام 1950، شهدت جميع المناطق زيادات كبيرة في متوسط العمر المتوقع. وبما أن متوسط العمر المتوقع عند الولادة آخذ في الزيادة ، فإن إدخال تحسينات في البقاء على قيد الحياة في الاعمار المتقدمة تشكل نسبة متزايدة من التحسن العام في طول العمر.
وفي حين ان تراجع الخصوبة وزيادة طول العمر تعتبر من الدوافع الرئيسية لشيخوخة السكان على الصعيد العالمي، فقد ساهمت الهجرة الدولية أيضا في تغيير الهياكل العمرية للسكان في بعض البلدان والمناطق. ففي البلدان التي تعاني من تدفقات الهجرة الكبيرة، يمكن للهجرة أن تبطئ عملية الشيخوخة مؤقتا على الأقل، حيث يميل المهاجرين إلى أن يكونوا من الشباب في سن العمل. ومع ذلك، فإن المهاجرين الذين يبقون في البلاد سيكونون في فئة السكان الأكبر سنا في نهاية المطاف .

 

المؤتمرات الرئيسية للشيخوخة
ولبدء معالجة هذه القضايا، عقدت الجمعية العامة في عام 1982 الجمعية العالمية الأولى للشيخوخة التي تمخضت عن “خطة عمل فيينا الدولية للشيخوخة المكونة من 62 نقطة.
وتدعو الخطة إلى إجراءات محددة بشأن قضايا مثل الصحة والتغذية، وحماية المستهلك المسن، والإسكان والبيئة، والأسرة، والرعاية الاجتماعية، والعمل وضمان الدخل، والتعليم، وجمع بيانات البحوث وتحليلها.
وفي عام 1991، اعتمدت الجمعية العامة مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بكبار السن، معددةً فيها 18 استحقاقاً لكبار السن تتعلق بالاستقلالية والمشاركة والرعاية وتحقيق الذات والكرامة.
وعُقد، في العام التالي، المؤتمر الدولي المعني بالشيخوخة لمتابعة خطة العمل، الذي اختتم باعتماد إعلان بشأن الشيخوخة وإعلان عام 1999 بوصفه “السنة الدولية لكبار السن الذي يحتفل به في الأول من أكتوبر من كل عام.
واستمر العمل لمصلحة كبار السن في عام 2002 حيث عقدت الجمعية العالمية الثانية للشيخوخة في مدريد. واُعتمد إعلان سياسي بهدف وضع سياسات دولية للشيخوخة مواءمة للقرن الحادي والعشرين.
وتدعو خطة العمل إلى تغيير في المواقف والسياسات والممارسات على جميع المستويات للاستفادة من الإمكانات الهائلة لكبار السن في هذا القرن. وترد في الخطة توصيات محددة للعمل تقضي بإعطاء الأولوية لكبار السن والتنمية، ورفع مستويات الصحة والرفاهة بما يشمل مرحلة الشيخوخة، وإيجاد بيئات تمكينية وداعمة لهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
موارد
ـ تقرير شيخوخة السكان في العالم
ـ التوقعات السكانية في العالم: تنقيح عام 2015
ـ برنامج الشؤون الاقتصادية والاجتماعية للأمم المتحدة للشيخوخة