مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية

من بين أعمدة معبد الكرنك الضخمة ووسط الآثار المصرية القديمة أطلق مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية دورته الثامنة الجمعة في جنوب مصر واختار السينما التونسية لتكون ضيف الشرف.

 ويعرض بهذه المناسبة ثمانية أفلام تونسية حديثة إضافة إلى إصدار كتاب بعنوان “السينما التونسية الجديدة” من تأليف طارق بن شعبان.

وتمكن جيل شاب من السينمائيين والمنتجين التونسيين من إثارة مواضيع اجتماعية وسياسية كانت تخضع للرقابة المشددة قبل ثورة العام 2011 وتقديمها في طرح جريء مساهمين في ظهور سينما جديدة بالرغم من قلة صالات العرض.

في مطلع القرن الماضي، كانت السينما التونسية في ما يشبه حالة الموت البطيء، إذ لم تكن تنتج أكثر من فيلمين أو ثلاثة في السنة.

لكن في العام 2012، سجّلت نقلة وصارت تنتج منذ ذلك الحين 12 فيلما طويلا سنويا تلقى استحسان الجمهور المحليّ أكثر من الأفلام الأجنبية.

وفرضت السينما التونسية نفسها على الساحة الدولية بأصالتها التي مكّنتها من نيل جوائز دولية. ففي 2016 فاز فيلم “نحبك هادي” للمخرج التونسي محمد بن عطية الذي عالج فيه قضية تحرر شاب تونسي محافظ، بجائزتين في مهرجان برلين الدولي.

وأدرج فيلم “على كف عفريت” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية الذي يعرض صعوبات واجهت امرأة تونسية تعضرت للاغتصاب، ضمن مسابقة “نظرة ما” في مهرجان كان الدولي.

كما رشّح فيلم “ولدي” لمحمد بن عطية لمسابقة “أسبوع المخرجين” في مهرجان كان.

ويواجه قطاع السينما في تونس عراقيل عدة، منها تشريعات قانونية عفا عليها الزمن لا تنظّم العلاقة بين المنتجين والموزعين، وعدم توفر نظام لبيع التذاكر عبر الإنترنت.

وتعتزم مجموعة “باتيه غومون” فتح مجمع بثماني قاعات عرض سينمائي في تونس العاصمة وسوسة (شرق) بالإضافة إلى إعادة تهيئة قاعات أخرى.

لكن خبراء في مجال التوزيع يقولون إن تأسيس سينما قوية في تونس يحتاج إلى مئة صالة على الأقل.

ويرفع مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية هذا العام شعار (السينما حياة أخرى) ويعرض أكثر من 100 فيلم من 47 دولة ضمن خمس مسابقات وبرامج موازية أخرى.

.

.