كيف تتعاملين مع طفلك المشاغب؟

التعامل مع الطفل الكثير الحركة أو الشقي يبدو صعباً جداً على الوالدين، خصوصاً إن كان مشاغباً وشقياً، فيكسر ألعاباً هنا ويتسلق الأثاث، ويصرخ بصوتٍ عالٍ، ويزعج كل من في المنزل. وتقابل هذه التصرفات ردود فعلٍ غاضبة من الأهل الذين تثقل كاهلهم الأعباء المتزايدة وضغوط العمل الناتجة من صعوبة الحياة وسرعة إيقاعها ومشاكلها الاجتماعية والاقتصادية، ما يجعلهما عرضةً للغضب والانفعال، ويلجأون إلى العنف والصراخ في محاولةٍ منهم للجم أخطاء طفلهم.

وتتمثل التصرفات المشاغبة من خلال المشاجرة بين الطفل وإخوته وتزداد شقاوته وصراخه، فيقوم بضرب إخوته وتكسير أغراض المنزل وألعابه الخاصة، كما يتوقف عن تناول الطعام، ويرفض النوم في الوقت المخصص له، ما يجعل الأهل يجدون صعوبة في التعامل والتكلم معه. إلاَّ أنَّ كل ذلك قابل للتغير بمجرد أن يتمتع الأهل بالصبر الكافي إلى جانب الاهتمام والانتباه.

نقص الأمان والغيرة:

من الأسباب التي تدفع الطفل إلى المشاغبة كثيرة ومتعددة قد تحض الأهل على عرض الطفل على طبيب صحة ليقوم بفحص الغدة الدرقية، وقياس درجة ذكائه بمقاييس طبية عالمية معتمدة. وبعد الفحوص الجسدية، يتطلب على الأهل التنبه إلى الأبعاد النفسية للتصرفات التي تنتج عن محاولة الطفل الحصول على الاهتمام ولفت نظر أهله، أو جراء تفكك الأسرة، أو شعوره بالنقص ما يدفعه إلى إثبات نفسه، بسبب نقص الأمان أو الغيرة والتفرقة والتمييز التي يشعر بها. وإلى جانب ذلك، يجب أن يعرف الأهل أنَّ الفراغ وغياب الهوايات ومشاهدة التلفاز وأفلام العنف تؤثر على الطفل سلباً وتحوله مشاغباً.

إيجاد بيئة مناسبة:

يمكن للأهل إيجاد بيئة مناسبة تمنع الطفل من أن يصبح مشاغباً، أو تحدُّ من شغبه على الأقل. فلا يمكن للوالدين أن يقولا طوال الوقت “اجلس جيداً أو لا تقم بذلك”، بل يجب جعل الملاحظات مخصصة للسلوكات غير المنضبطة. فإذا كانت بعض التصرفات غير مؤذية يمكن التغاضي عنها. إضافة إلى ذلك، يجب أن يشعر الطفل بالطمأنينة، يؤسسه تصرف الأهل الذي يجب أن يكون بعيداً من العصبية .

خطوات تساعد الأهل:

يجب أن تكون كلمة الأم والأب في الاتجاه نفسه بحزم وحكمة كي تتناسب مع عمر الطفل وقدراته العقلية. لكن لا يصح التسامح مع سلوك شائن أو لفظٍ غير مهذب من الطفل تجاه أمه أو أبيه، ولكن ينبغي أن ننتبه دوماً إلى الفرق بين الحزم والعنف حتى لا نعالج المشكلة بأخرى. لذا، لا يجوز أن يقال له “أنت أخطأت”، بل الأصح أنَّ “ما قمت به خاطىء”. كذلك، لا يجب القول “أنت وسخ، بل يداك متسختان”، وتفادي القول “أنت غبي”، بل “التصرف الذي قمت به يخلو من التركيز”، أي يجب انتقاد التصرف لا الطفل بشخصه. وحكماً عندما يشعر الطفل بالعطف والحنان سيتحسَّن تصرفه.

ويمكن الأهل مكافأة الطفل إذا قام بفعل جيد سواء أكان مادياً أم معنوياً، وجعله يشعر بأنهما فخوران به أمام أصدقائه، مع ذكر خصاله الجيدة لا المشينة. ويجب على الأهل أن:

– يكونوا إيجابيين

– أن يمنعوا طفلهم من مشاهدة التلفاز قبل الذهاب إلى المدرسة

– أخذه للقيام بنشاطات رياضية

– اللجوء إلى الألعاب لتوصيل العِبر والأفكار، أو إلى الرسم كي يتمكن من التعبير عما يشعر به.

– في نهاية أسبوع، أو خلال المناسبات والأعياد والعطل، يفضَّل عدم التقيد بالقوانين في المنزل، أي غض النظر عن بعض الأمور وجعله يشعر بالراحة.

-عدم الصراخ في وجهه عندما يخطىء، بل الانحناء نحوه والتكلم معه بهدوء وبنبرة منخفضة أنَّ ما قام به يجب عدم تكراره، عبر أخذه إلى غرفته والقول له بضرورة الحوار بعد أن يهدأ.

.