في مسألة تمكين المرأة

باسم عمران

حمل مؤشر الفجوة العالمية بين الجنسين، الذى يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، اخباراً جيدة بالنسبة للنساء حيث اكد المؤشر تزايد الجهود المبذولة من اجل المساواة بين الرجل و المرأة فى العالم، و أن المساواة بين الجنسين هي امر قابل للتحقيق و لكن ليس قبل 81 عاما من الان .

منذ ان بدأ المنتدى الاقتصادى العالمى تتبع احوال النساء في العالم منذ 10 سنوات “كإطار لتحديد حجم التفاوت بين الجنسين ” و تحديد حجم هذه الفجوة، وُجد انه قد حدث تقدم خلال هذه السنوات بنسبة 4 درجات حيث قدر حجم هذه الفجوة فى عام 2006 بأنه 56 نقطة  و اليوم اصبح 60 نقطة، لذا وفقا لهذا المعدل فإن مساواة المرأة بالرجل فى المشاركة الاقتصادية والفرص لن يتحقق حتى عام  2095.

وهذا على افتراض أن التقدم فى رأب فجوة المساواة سيواصل تقدمه على وتيرته الحالية. ومع ذلك، وجد المؤشر العالمي المكون من 100 درجة، والذى يتعقب  الفجوة بين الجنسين من أربعة أركان وهى- الاقتصاد والسياسة والصحة والتعليم – انه لا يوجد اتجاه نحو تحقيق المساواة في اى بلد فى العالم .. بل حيث وجُد ان 6 بلدان من اجمالى 111 بلدا تم تضمينها في التقرير الأصلي، اصبحت  الفرص المتاحة لنسائها لتحقيق المساواة اسوء مما كانت عليه قبل تسع سنوات، وهى “سري لانكا ومالي وكرواتيا ومقدونيا والأردن وتونس”.

وقد ادى نمط الحياة فى الدول الاسكندنافية لاستمرارها فى صدارة الدول الرائدة في المساواة بين الجنسين فى العالم، وفى مقدمتها أيسلندا وفنلندا والنرويج والسويد ثم الدنمرك تليها من خارج القارة الاوروبية نيكاراجوا من امريكا اللاتينية، ورواندا من افريقيا، والفلبين من آسيا متقدمة على بلجيكا وسويسرا.

 تقدم بالصحة والتعليم

ولقد اصبحت الفجوة بين الجنسين فى مجالى الصحة والبقاء على قيد الحياة، فى أضيق الحدود مسجلة نحو  96 نقطة عالميا، حيث نجحت 35 دولة فى إغلاق هذه الفجوة  بالكامل، فى الوقت الذى اتسعت فيه الفجوة لأكثر من 40 نقطة فى بعض الدول.

وكان اكبر انجاز اخر فى مجال المساواة بالتعليم وهو ثاني أقوى مؤشر حيث سجل على المؤشر 94ن قطة، مع نجاح 25 دولة فى القضاء على الفجوة تماما، بينهم ثلاثة دول حققوا هذا في العام الماضي. ومع ذلك، هناك بعض البلدان زادت فيها الفجوة بمقدار يبلغ نحو  30 نقطة  بمجال التعليم، لتصبح اكبر مما كانت عليه في عام 2006.

فشل بالمشاركة الاقتصادية والتمكين السياسى

بينما العاملين الاخرين وهما دعامتين فى المساواة بين الجنسين، وهما: المشاركة الاقتصادية والتمكين السياسي للإناث، فقد تخلفا عن الركب.  حيث لم تنجح اى دولة من بين 142 دولة فى القضاء على أي من هذه الفجوات بين الجنسين، وقد ضاقت الفجوة فى 14 دولة فقط مسجلين80 نقطة  بالنسبة للتفاوت الاقتصادي.

اما الفجوة السياسة عالميا فهى ثابتة عند مستوى 21 نقطة، وهذا يعني أن متوسط ​​ فرصة تمكين المرأة ومشاركتها سياسيا تبلغ فقط نحو “الخمس” بالنسبة لفرص ​​الرجل .

ويقول المؤسس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، أن تحقيق المساواة بين الجنسين هو “امر ضروري لأسباب اقتصادية، وفقط تلك الاقتصادات، التى سوف تظل قادرة على المنافسة ، هي القادرة على الوصول الكامل إلى كل موهبة ما لديهم، وسوف تزدهر”.

ويضيف ان الاكثر اهمية فى تحقيق المساواة بين الجنسين هي مسألة تحقيق العدالة  والإنسانية، كما يوضح أن لدينا التزام لضمان وجود مجموعة متوازنة من القيم.

في اوروبا

بعيدا عن المنطقة الاسكندنافية، وجد التقرير ان الدول الاوروبية لاسيما ألمانيا وفرنسا تخطو خطوات جيدة في هذا السياق على مستوى العالم خاصة مع دخول عدد اكبر من الفرنسيات الى الحياة السياسية بتشكيلهن نصف عدد الوزراء في الحكومة وتضييق الفجوات في الاجور بين النساء والرجال في البلدين.

وعلى النقيض، وعلى الرغم من أن النتيجة الإجمالية في المملكة المتحدة جاءت دون تغيير إلى حد كبير، إلا انها فقدت موقعها بين افضل 20 دولة، وانخفض ترتيبها ثمانية مراكز لتحتل المركز 26 في الترتيب العالمي – وهو أدنى مستوى لها منذ بدء صدور المؤشر .

 الدول العربية

صنف تقرير مؤشر الفجوة العالمية ” الكويت” كأفضل دولة عربية ، حيث احتلت المركز 113 عالميا بتمكنها من تحقيق مكاسب كبيرة في رأب الفجوة بين النساء والرجال في مختلف المجالات ، و حققت المرأة نجاحات في تحسين مستويات الدخل ومشاركتها في الحياة السياسية والاقتصادية وتحسين مستويات التعليم والصحة ومستوى المعيشة مقارنة مع بقية دول المنطقة.

وحلت دولة الامارات العربية المتحدة في المرتبة الثانية عربيا، تليها قطر ثم تونس، فالبحرين، ثم الجزائر، سلطنة عمان، ثم مصر والمغرب، الاردن ثم لبنان. بينما حلت سوريا واليمن كآخر دولتين عربيتين في هذا التصنيف على الصعيدين العربي والدولي.

افريقيا جنوب الصحراء الكبرى

تقدمت وفقا للتقرير كل من ورواندا وبوروندي وجنوب افريقيا ونيجيريا، إلا ان تقدم روندا كان الافضل حيث سجلت المركز 7 عالميا ، و قد حققت هذه الدول نجاحات كبيرة في مجالات تمكين المرأة في المشاركة الاقتصادية والسياسية بصورة لافتة للنظر مقارنة بغيرها من الدول النامية سواء في القارة الافريقية او خارجها .

اسيا والمحيط الهادى

وأوضح التقرير ان “الفلبين” هي الأعلى في تحقيق المساواة بين الجنسين بمنطقتي آسيا والمحيط الهادئ تليها نيوزيلندا ثم أستراليا، مع وجود تطور ملموس فى منغوليا التي تفوقت على كل من سنغافورة وتايلند واليابان.

 الامريكتان

فى امريكا الشمالية ، جاءت كندا فى المركز 19 على العالم تليها الولايات المتحدة فى المركز 20 بينما سجلت المكسيك المركز 80 .. وتشير نتائج التقرير الى تفوق “نيكاراجوا “على جميع دول أمريكا اللاتينية في المساواة بين الجنسين حيث احتلت المركز 6 عالميا، وذلك بسبب أدائها القوي في مجالات الصحة والتعليم والتغلب على الثغرات السياسية.

.