طرق لتقوية صحّة المعدة

ــ نوعيّة الطعام ليست كل شيء

ـ مواعيد الوجبات لها أهمية كبيرة

“أنت لست ما تأكله، بل ما تهضمه”، توضح تلك الجملة الشهيرة من طب الأيورفيدا  القديم أنّ كل من يرغب في علاج المعدة والحفاظ عليها قوية وسليمة عليه الانتباه إلى مكان وتوقيت وكيفية تناول الطعام التي لها أهمية أكبر من نوعية الطعام نفسه.

وذلك لأن تلك العوامل تؤثر في قوة طاقة الهضم لديك، التي تؤثر بدورها في قدرتك على طرد المواد السامة من جسمك وعقلك.

كما يساعد الجهاز الهضمي الصحي والقوي في خلق ميكروبيوم أكثر توازناً، ما يجعل التواصل بين الدماغ والأمعاء أسهل، ولذلك عليك استبعاد الأطعمة التي تصيبك بالحساسية واستبدالها بالمنتجات العضوية والأطعمة الكاملة قدر الإمكان.

علاج المعدة والحفاظ عليها

وفقاً لموقع Mind Body Green الأمريكي، فإنّ منظومة الأيورفيدا التي نشأت في الهند قبل حوالي 5 آلاف سنة، ترى أنَّ الطعام هو كل ما يستقبله جسمك وعقلك.

أي أنه كل من نظامك الغذائي وأسلوب حياتك وروتينها وحياتك المهنيّة وعلاقاتك العاطفية والاجتماعية والبيئة التي تعيش فيها، وأنّ كل تلك الأشياء لها تأثير على صحتك وصحة معدتك.

وتعتقد الأيورفيدا أن الهضم (أو طاقة الهضم) هو عملية أساسية لتحقيق الصحة المثالية، فنظام الهضم القوي يتعامل مع أي شيء يدخل إلى الجسم، فيحافظ على المغذيات التي يحتاجها ويتخلص من العناصر الأخرى.

بينما طاقة الهضم الضعيفة لن تكون قادرة على مجاراة تلك العملية، ومن ثم تتراكم المواد الضارة وتطغى على الجسم، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث خلل واضطرابات وربما الإصابة بالأمراض.

ويدعم العلم الاعتقاد الذي اعتنقته الأيورفيدا منذ 5 آلاف سنة: وهو أن الصحة العامة ترتبط ارتباطاً مباشراً بصحة الجهاز الهضمي.

كيف تجعل معدتك أذكى وأقوى؟

وإليك بعض الطرق التي يمكنك القيام بها من أجل علاج معدتك وجعلها أقوى وأكثر صحة، وفقاً لما ذكره موقع Health Line الطبي:

1 – تناول الطعام ببطء

يمكن أن يساعد مضغ الطعام جيداً وتناول الوجبات بشكل أبطأ في تعزيز الهضم الكامل وامتصاص العناصر الغذائية.

كما يساعد ذلك في تقليل الانزعاج الهضمي والحفاظ على أمعاء صحية.

2 – تغيير نظامك الغذائي

يمكن أن يساهم تقليل كمية الأطعمة المصنعة عالية السكر والدهون التي تتناولها في تحسين صحة الأمعاء.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر تناول الكثير من الأطعمة النباتية والبروتينات الخالية من الدهون بشكل إيجابي على أمعائك.

ثبت أن اتباع نظام غذائي غني بالألياف يساهم بشكل كبير في تكوين ميكروبيوم الأمعاء الصحي.

وأكدت دراسة طبية مشتركة أجريت  عام 2018 بين معهد الطب السويدي في جامعة غوتنبرغ وقسم العلوم الزراعية والعلوم البيولوجية في جامعة ألبرتا الأمريكية ومركز نوفو نورديسك الدانماركي ونشرها موقع ScienceDirect أنّ النظام الغذائي الغني بالألياف يساعد في الحفاظ على ميكروبيوتا الأمعاء الصحية المرتبطة بزيادة التنوع والوظائف مثل إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs).

3 – إراحة الجهاز الهضمي 12 ساعة

إذا كان جهازك الهضمي يتعامل بلا انقطاع مع ما تُدخله في جسمك، فهو لا يملك وقتاً كافياً أبداً لإخراج النفايات منه.

لكن منحه 12 ساعة من الراحة خلال الليل يُوفّر له الوقت الكافي لتنظيف نفسه.

والوضع المثالي هو أن تتناول وجبة عشاء خفيفة مبكرة في السابعة مساءً، ثم تنتظر إلى السابعة في صباح اليوم التالي قبل تناول الفطور، لكن بإمكانك اختيار أي ساعات أخرى تلائمك بالطبع.

4 – التحقق من حالة عدم تحمل الطعام

إذا كنت تعاني من أعراض مثل التقلصات والانتفاخ وآلام البطن والإسهال والطفح الجلدي والغثيان والتعب والارتجاع الحمضي، فقد تكون تعاني من حالة عدم تحمل الطعام  .

ويمكنك محاولة التخلص من الأطعمة المحفزة الشائعة لمعرفة ما إذا كانت الأعراض قد تحسنت.

إذا كنت قادراً على تحديد طعام أو أطعمة تساهم في ظهور أعراضك، فقد ترى تغييراً إيجابياً في صحة الجهاز الهضمي عن طريق تغيير عاداتك الغذائية.

5 – أبقِ جسمك رطباً

شرب الكثير من الماء له تأثير مفيد على الغشاء المخاطي للأمعاء، وكذلك على توازن البكتيريا الجيدة في الأمعاء، لذلك فإنّ البقاء رطباً هو طريقة بسيطة لتعزيز صحة الأمعاء.

6 – خفض مستويات التوتر لديك

مستويات التوتر المرتفعة المزمنة صعبة على جسمك بالكامل، بما في ذلك القناة الهضمية.

قد تتضمن بعض طرق تقليل التوتر التأمل، أو ممارسة اليوغا، أو المشي، أو الحصول على تدليك، أو قضاء الوقت مع الأصدقاء أو العائلة، أو تقليل تناول الكافيين، أو الضحك.

7 – احصل على قسط كافٍ من النوم

يمكن أن يكون لعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم آثار خطيرة على صحة أمعائك، والتي بدورها يمكن أن تساهم في المزيد من مشاكل النوم.

حاول إعطاء الأولوية للحصول على ما لا يقل عن 7-8 ساعات من النوم المتواصل كل ليلة، كما قد يكون طبيبك قادراً على مساعدتك إذا كنت تواجه مشكلة في النوم.

8 – تناول البروبيوتيك وتناول الأطعمة المخللة

أما موقع Medical News Today الطبي فينصح بتناول الناس لمكملات البروبيوتيك أو الأطعمة المخمرة من أجل تعزيز البكتيريا المفيدة في المعدة ومنع التهاب الأمعاء ومشاكل الأمعاء الأخرى.

الأطعمة المخمرة تعتبر مصدراً طبيعياً للبروبيوتيك مثل الخضراوات المخللة.

9 – تجنّب المضادات الحيوية قدر الإمكان

على الرغم من أنه غالباً ما يكون من الضروري تناول المضادات الحيوية لمكافحة الالتهابات البكتيرية، فإنّ الإفراط في استخدامها يمثل مصدر قلق كبيراً على الصحة العامة ويقلل من أعداد البكتيريا المفيدة.

وتشير تقارير وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC إلى أنه حتى بعد 6 أشهر من استخدام المضادات الحيوية، تبقى القناة الهضمية تفتقر إلى عدة أنواع من البكتيريا المفيدة.

10 – تمرن بانتظام

تساهم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام في تحسين صحة القلب وفقدان الوزن أو الحفاظ عليه، ليس ذلك وحسب، بل إنها أيضاً تساهم في علاج المعدة وتحسن صحتها.

ووجدت دراسة أجراها عدد من الأطباء في قسم الطب ومركز الأدوية الغذائية، في جامعة كوليدج كورك في عام 2014 أن الرياضيين لديهم تنوع أكبر من فلورا الأمعاء أكثر من غير الرياضيين.

الوقت المناسب للأكل

بالنسبة لمعظم الناس يتم تحديد توقيت تناول الطعام على أساس العديد من العوامل، مثل أوقات الفراغ، مستويات الجوع لدينا، مواعيد الأدوية، وما إلى ذلك.

في حين تشير الأبحاث إلى أن التوقيت من اليوم الذي نأكل فيه ومقدار الوقت المنقضي بين الوجبات قد يكون لهما آثار عميقة على صحة المعدة.

الإفطار

يرى موقع Northwestern Medicine أنّ توقيت تناول وجبة الإفطار من الأمور الهامة، فهو يمهد الطريق لتغذيتك طوال اليوم ويمنحك الطاقة التي تحتاجها لمواجهة يومك. لذلك خطط لتناول وجبة الإفطار في غضون ساعة من الاستيقاظ.

الغداء

يجب أن يكون الغداء بعد حوالي 4 إلى 5 ساعات بعد الإفطار. على سبيل المثال، إذا تناولت وجبة الإفطار في الساعة 7 صباحاً، فتناول الغداء بين الساعة 11 صباحاً وحتى الظهر.

إذا لم يكن بإمكانك تناول الغداء حتى الساعة 2 ظهراً في يوم معين، فخطط لتناول وجبة خفيفة بين هاتين الوجبتين.

إذا كنت بحاجة لتناول وجبة خفيفة، فقم بتضمين مزيج من البروتين والكربوهيدرات.

على سبيل المثال، تناول قطعة جبن قليلة الدسم مع تفاحة، أو كوباً أو كوبين من الخضار مع ربع كوب من الحمص.

الهدف هو منع الجوع المفرط بين الوجبات، مما قد يؤدي إلى وقت تناول الوجبات الخفيفة في اللحظة التي تصل فيها إلى المنزل من العمل.

العشاء

يميل الكثير من الناس إلى الإفراط في تناول الطعام على العشاء؛ لأنهم لم يأكلوا ما يكفي طوال اليوم، لذلك عليك اتباع نفس الجدول الزمني لوجباتك السابقة مع التأكد من عدم وجود أكثر من 6 ساعات بين الغداء والعشاء.

ماذا تفعل إذا لم تكن جائعاً؟

يقول الكثير من الناس إنهم لا يشعرون بالجوع في أوقات معينة للوجبات، خاصة في وجبة الإفطار.

إذا كنت تتخطى وجبة الإفطار بشكل متكرر، فقد دربت جسمك على عدم إرسال إشارات الجوع في ذلك الوقت؛ لأنه تم تجاهلها منذ فترة طويلة.

ولكن إذا بدأت في إعادة محاولة تناول وجبة الإفطار يومياً، فستعود إشارات الجوع الطبيعية لديك.

.