دعوة لمقاطعة المؤسسات الثقافية الألمانية لقمعها صوت الفلسطينيين

وقَع مئاتُ المثقفين والفنانين حول العالم، بينهم الكاتبة الفرنسية الحائزة على جائزة نوبل للآداب آني إيرنو على عريضة تدعو لمقاطعة المؤسسات الثقافية الألمانية بتهمة قمعها صوت الفلسطينيين في سياق الحرب الدائرة في غزة.

وأكّدت دار “سوهركامب” الألمانية التي تنشر كتب الأديبة الفرنسية توقّيعها على هذه العريضة موضحة أن تعاملاتهما “غير معنية بدعوة المقاطعة هذه”.

وورد أيضا اسم لانا باستاسيتش على قائمة الموقّعين، وكانت الروائية البوسنية والصربية الحائزة على العديد من الجوائز، أعلنت قبل يومين على موقع إنستغرام إنهاء عقدها مع ناشرها الألماني.

ولم يتسنّ في الحال التحقّق من هويات منظّمي حملة “قاطعوا ألمانيا” الذين أكّدوا أنّ عريضتهم جمعت أكثر من ألف توقيع.

وتشير تقارير إلى إلغاء العديد من الفعاليات الثقافية في ألمانيا بسبب التباين في الآراء والانقسام في الأوساط الثقافية والفكرية حول حرب غزة بين المعسكر الرافض لـ “قمع” الحريات الفنية والمعسكر المقابل الذي أخذ على عاتقه مكافحة ما يسمى مظاهر “معاداة السامية المطردة في ألمانيا”.

وأكد منظمو الحملة أن عدد الموقعين تجاوز الألف توقيع، وتعرف الحملة عن نفسها بأنّها “مقاطعة للعنصرية المناهضة للفلسطينيين وللرقابة بأشكالها الرسمية الأكثر تقدّماً”، وقالت “في الوقت الذي يتمّ فيه القضاء على غزة، تقع على عاتق الفنّانين والعاملين في مجال الثقافة مسؤولية النضال من أجل التضامن الدولي والحقّ في التحدّث علناً ضدّ المذبحة المستمرة”.

وكانت ناميبيا المستعمرة الألمانية السابقة قد انتقدت الموقف الألماني الذي رفض اتهامات جنوب أفريقيا لإسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بارتكاب “إبادة جماعية”، وقالت الرئاسة الناميبية “ناميبيا ترفض دعم ألمانيا لنوايا الإبادة الجماعية التي تنتهجها دولة إسرائيل العنصرية ضد المدنيين الأبرياء في غزة”.

يذكر أن ناميبيا هي البلد الذي شهد أول إبادة جماعية في القرن العشرين، وكانت ألمانيا هي القوة الاستعمارية التي ارتكبت، هذه المذابح في القرن العشرين في الفترة 1904 – 1908، والتي راح ضحيتها سبعون ألف شخص على الأقل ينتمون إلى شعبي هيريرو وناما الأصليين، ويعتبرها عدد من المؤرخين أول إبادة جماعية في القرن العشرين.

ولم تعترف ألمانيا بارتكابها “إبادة جماعية” في هذه المنطقة التي استعمرتها بين 1884 و1915، إلا في مايو 2021، بعد خمس سنوات من المفاوضات الصعبة.