دعوات في أميركا لمواجهة تمدد إيران من سوريا

أكد خبراء ومحللون استراتيجيون في معهد انتربرايز، لأبحاث السياسة العامة الأميركي، ضرورة تدخل الإدارة الأميركية لوقف التمدد الإيراني في المنطقة، من خلال استراتيجية جديدة في مكافحة تنظيم داعش في سوريا، باعتبار السياسة الحالية ستساعد طهران في إحكام سيطرتها على سوريا، في حين حاول تنظيم داعش، شن هجمات مضادة ضد مواقع تقدمت فيها مليشيات «سوريا الديموقراطية» المدعومة أميركياً، قرب مدينة الطبقة ومطارها العسكري في محافظة الرقة، بالتزامن مع هروب العشرات من عائلات قادة وعناصر التنظيم الإرهابي الأجانب من المدينة، بعد تضييق الخناق عليها.

وشدد الخبراء في مشروع التهديدات الأمنية الحرجة، التابع لمركز واشنطن «انتربرايز»، أنه إذا كانت الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب جدية في مواجهة إيران، فإنه يجب عليها اتباع استراتيجية جديدة في مكافحة تنظيم داعش في سوريا، لأن السياسة الحالية ستساعد طهران في إحكام سيطرتها على سوريا. وأضاف أن الإدارة بحاجة إلى مقاربة جديدة في المنطقة، مقاربة تمنحها الاستقلالية والأسبقية من أجل إيقاف المد الإيراني.

وأوضح الخبراء أنه «لن تكون العملية سهلة بسبب إرث الإدارة السابقة، التي رأت في إيران شريكاً في مكافحة داعش. وبالتالي، فإن الإدارة السابقة لم تفعل شيئاً لاحتواء التوسع العسكري الإيراني في سوريا. مع ذلك، إمكانية احتواء هذا التوسع ما زال ممكناً».

وأكد مدير المشروع فريدريك كاغان، في بحثه عن الدور الإيراني، أن الرئيس السابق باراك أوباما، لم يرَ في إيران حليفاً فقط في مكافحة تنظيم داعش، وإنما كانت لديه تخوفات أنه في حال سقط نظام الأسد، فإن «داعش» و«القاعدة» سوف تسيطر على سوريا. وأن آلية التفكير هذه، هي التي سلمت سوريا إلى إيران، وفي حال عدم وجود تغيير أميركي تجاه الصراع، فإن إيران ستستمر في فرض سيطرتها على المنطقة.

مضيفاً أنه «على الولايات المتحدة إعادة صياغة سياستها الحالية، أن إضعاف وتقليص نفوذ «داعش» «استراتيجية غير فعالة، على الولايات المتحدة بناء تحالف عربي سني، تستطيع من خلاله محاربة «القاعدة» و«داعش»، وبالتالي، محاربة الوجود الإيراني في سوريا وداخل نظام الأسد».

وطالب كاغان في بحثه من الولايات المتحدة، التركيز على الجنوب الشرقي للأراضي السورية، حيث لا وجود للأكراد، ولا توجد سيطرة حقيقية للقاعدة على العشائر في تلك المنطقة. «يجب على الولايات المتحدة إرسال قواتها إلى تلك المنطقة، والقتال إلى جانب العشائر ضد «داعش» و«القاعدة» أولاً، ومن ثم، القتال ضد الأسد وإيران».

في الأثناء، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان «شن تنظيم داعش هجمات مضادة ضد قوات سوريا الديمقراطية لاستنزافها في محيط مطار الطبقة العسكري ومدينة الطبقة المجاورة»، التي لا تزال تحت سيطرة الإرهابيين.

في الأثناء، ومع تضييق الخناق على داعش في الرقة، هرب العشرات من عائلات قادة وعناصر داعش الأجانب من مدينة الرقة، إلى مناطق أخرى، يسيطر عليها التنظيم بعد عملية عسكرية تنفذها مليشيات «سوريا الديمقراطية»، المدعومة أميركياً، تمكنت بها من محاصرة المدينة، وذلك بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وخلال الـ 24 ساعة الماضية فقط، فر نحو 80 من قادة وعناصر داعش الأجانب مع عائلاتهم من الرقة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بأن الفارين انتقلوا على متن زوارق عبر نهر الفرات، عبورا إلى الضفة الجنوبية للنهر، ثم توجهوا نحو الريف الجنوبي لمدينة الرقة. ورصد المرصد، فرار تلك العوائل عبر زوارق مائية وعبّارات نقلتهم من مدينة الرقة إلى الضفة الجنوبية لنهر الفرات.

ومن ثم، توجهت باتجاهين متغايرين، حيث فر قسم منهم إلى محافظة دير الزور، والآخر انتقل إلى ريف حماة الشرقي. إلى ذلك، ذكرت الأمم المتحدة أمس، أن نحو 40 ألفاً، معظمهم من النساء والأطفال، نزحوا بسبب القتال الدائر إلى الشمال الغربي من مدينة حماة السورية. إلى حمص واللاذقية وطرطوس.

اترك تعليقاً