حب الشباب وحبوب الظَهر

حب الشباب مشكلة يواجهها الكثيرون. قد تكون مؤقتة عند البعض فيتم التخلص منها بسرعة بعد اتباع العلاجات والنصائح الطبية، وقد لا يكون التخلص منها سهلاً. وبينما يظهر حب الشباب غالباً على الوجه إلا أنه يظهر كذلك بنسب أقل على الظهر وأجزاء متفرقة من الجسم، وهنا يجدر التنويه إلى أن ظهور حب الشباب في مناطق غير الوجه، قد يكون إشارة على أن حب الشباب لديك من النوع الشديد والذي يجب التعامل معه بجدية ويحتاج منك لمتابعة طبية.

حب الشباب ليس حكراً على منطقة الوجه، إذ يمكن أن يظهر حب الشباب في أي مكان يحتوي على بصيلات شعر أو إفرازات دهنية، بما في ذلك الظهر، الصدر، والكتفين. وقد تكون حبوب الظهر أكثر أنواع حب الشباب إزعاجاً، فكيف يتم تشخيص وعلاج حبوب الظهر؟

أنواع حبوب الظهر

قبل أن نتحدث عن علاج حبوب الظهر، علينا أن نتناول أسباب ظهورها وأنواعها.

مثل الوجه، يوجد في الظهر عدد كبير من الغدد الدهنية التي تفرز باستمرار مادة دهنية تدعى الزهم، مهمة هذه المادة الرئيسية هي تزييت الشعر والجلد. وقد يؤدي تراكم الزهم مع خلايا الجلد الميتة والبكتيريا على الظهر في داخل بصيلات الشعر إلى إغلاق هذه البصيلات، وهنا تبدأ الحبوب بالتكون، ولحبوب الظهر أنواع مختلفة نذكر منها:

حبوب بيضاء الرأس: يظهر هذا النوع من الحبوب نتيجة بقاء بصيلة الشعر مغلقة لسبب ما.

الرؤوس السوداء: هنا يكون جراب الشعرة مفتوحاً وظاهراً على سطح البشرة، ونتيجة للتفاعل الذي يحصل بين الزهم الموجود في جراب الشعرة والهواء، تظهر مادة سوداء تملأ البصيلة المفتوحة، ليتكون ما يعرف بالرؤوس السوداء على سطح البشرة، والتي يعتقد البعض خطأ أن سببها هو أتربة وأوساخ علقت في مسام البشرة.

الحطاطات (Papules): وهي نوع من حب الشباب يظهر على هيئة حبوب وردية اللون على سطح البشرة وتكون في بعض الأحيان لينة الملمس.

البثور (Pustules): هي نوع من حبوب الشباب تظهر على هيئة انتفاخ ذو قاعدة وردية اللون، وتكون بيضاء أو يملؤها سائل أصفر اللون.

العقيدات (Nodules): عندما تتكون الحبوب في منطقة عميقة وبعيدة عن سطح البشرة، قد تتطور لتصبح قاسية وصلبة وكبيرة الحجم ومؤلمة وهي ما يسمى بالعقيدات.

الخراج: هذا النوع من الحبوب يكون بالعادة كبير الحجم، يملأه الخراج، وهو أكثر أنواع حب الشباب تسبباً بالندوب والعلامات.

منع ظهور حبوب الظهر

قبل أن نصل لمرحلة نحتاج فيها إلى علاج حبوب الظهر، نستطيع اتخاذ إجراءات وقائية نحمي بها أنفسنا من الإصابة بها. وبينما قد لا نستطيع التحكم ببعض العوامل التي تسبب حبوب الظهر، مثل الجينات والمشاكل الهرمونية، إلا أن اتباعنا للخطوات التالية قد يقلل من فرص الإصابة بحبوب الظهر في المستقبل:

الابتعاد عن بعض أنواع الأدوية. قد يسبب تناول بعض الأدوية التي تحتوي على عناصر ومركبات مثل الأندروجينات أو الهرمونات الذكرية (Androgens) والليثيوم، بزيادة فرص إصابتك بحبوب الظهر. لذا إذا كنت ممن يتناولون هذه الأدوية لسبب من الأسباب، قم باستشارة طبيبك وابحثا سوية عن دواء بديل يخلو منها.

خفف من استخدام المنتجات المصنوعة من مركبات زيتية أو دهنية الأساس والمستحضرات المعطرة. في المرة القادمة التي تحتاج فيها لشراء مرطب أو كريم واقي من الشمس، أو أي مستحضر اخر لاستعماله على الظهر، احرص على تفحص مكونات العبوة أولاً، وخلو ما ستشتريه من أي زيوت أو مركبات دهنية، لأن هذه قد تتسبب بظهور الحبوب على الظهر أو تزيد من تهيجها إذا كان الظهر مصاباً بالحبوب، وحاول تجنب المستحضرات ذات الروائح العطرية لما قد تحتويه من مواد مهيجة للبشرة.

خفف من الضغط الحاصل على الظهر. إذا كنت ممن يستعملون حقيبة ظهر بشكل منتظم أو كنت ممن يرتدون ثياباً رياضية ضاغطة خاصة في منطقة الظهر والكتفين، حاول أن تخفف من ارتدائها أو تتجنبها، ولكن إن كنت مصراً على ارتدائها، قم أولاً بارتداء بلوزة قطنية قبل أن ترتدي الثياب الضاغطة. إذا أن الضغط المنتظم والمستمر من هذا النوع من الثياب أو الأدوات قد يحفز ظهور نوع معين من حبوب الظهر يدعى بالإنجليزية بحبوب الميكانيكا (Acne mechanica).

طرق علاج حبوب الظهر

إذا كنت مصاباً بحبوب الظهر، إليك بعض الخطوات التي قد تساعدك في السيطرة عليها:

ـ البدء باستعمال بعض المستحضرات التي لا تحتاج لوصفة طبية. ففي حال كنت مصاباً بحبوب ظهر خفيفة الحدة، من الممكن علاج ظهرك باستخدام مستحضرات تحتوي على مركبات مثل: بنزويل بيروكسيد (Benzoyl peroxide)، الريسورسنول (Resorcinol)، حمض الصفصاف (Salicylic acid)، والكبريت (Sulfur). وتستطيع إيجاد هذه المستحضرات في الصيدلية.

ـ إذا كنت تستخدم معطراً للثياب بعد غسلها، عليك إعادة النظر في هذا الأمر. فتبعاً لبعض الأخصائيين، إن معطرات الثياب تحتوي على جزيئات قد تهيج البشرة أو تتسبب بجفافها، مسببة في كلتا الحالتين التهابات وحبوب في الظهر.

ـ اتباع نظام مناسب لتنظيف البشرة، إذا كنت ممن يعانون من مشكلة حبوب الظهر، من المهم القيام بتنظيف المنطقة المصابة يومياً وبطرق ومواد مناسبة من أجل علاج حبوب الظهر تدريجياً أو التخفيف منها مع الوقت، وذلك عبر ممارسات بسيطة نذكر منها:

ـ تنظيف الظهر بمنظف بشرة أو صابون مناسب وبشكل منتظم (اقرأ: نصائح لتنظيف البشرة قبل النوم)، وهنا ينصح باستخدام صابون جسم يعمل على معادلة حموضة البشرة، ومنظفات تحتوي على مواد مثل بنزويل البيروكسيد أو أنواع الصابون كبريتية الأساس، إذ أن هذا النوع من المنظفات يعمل على تخليص الجلد من الزيوت الزائدة والبكتيريا قبل أن تملأ هذه مسامات الجلد وبصيلات الشعر لتغلقها مسببة الحبوب.

ـ الاستحمام بعد الانتهاء من ممارسة التمرينات الرياضية: خاصة إذا كانت الملابس الرياضية المستخدمة أثناء التمرين مصنوعة من أقمشة وخامات لا تسمح للبشرة بالتنفس والحصول على الهواء اللازم، ما قد يهيئ مع العرق -الذي يتم إفرازه أثناء التمرين- بيئة خصبة لنشأة وظهور حبوب الظهر.

ـ غسل الشعر جيداً بحيث لا يحتفظ الشعر بأي رواسب من الشامبو والمرطب بعد مغادرة الحمام، واختيار مستحضرات الشعر بعناية، فقد تحتوي هذه المستحضرات على مواد ومركبات ضارة مثل: كبريتات لوريل أو لوريث الصوديوم التي تهيج البشرة وقد تؤدي لظهور الحبوب.

ـ عدم العبث بحبوب الظهر أو محاولة الضغط عليها لإخراج ما فيها من إفرازات دهنية.

ـ تجنب التعرض لأشعة الشمس بشكل مفرط واختيار واقي الشمس بعناية، وتجنب شراء الأنواع التي تحتوي على مركبات مثل اللانولين (lanolin)، أو المركبات بترولية الأساس أو تلك المصنوعة من مشتقات مادة السيليكون، فجميع هذه المواد قد تسبب تهيج البشرة وظهور حبوب الظهر.

ـ تقشير البشرة بشكل منتظم. نظراً لأن المسامات في بشرة الظهر أكبر من تلك المتواجدة في بشرة الوجه، لا ضير من القيام بتقشير بشرة الظهر 2-3 مرات أسبوعياً، بينما لا ينصح بذلك لبشرة الوجه. ويساعد التقشير على التخفيف من الحبوب وتنظيف المسامات جيداً منعاً لظهور أي حبوب مستقبلية، وهنا يجب التنويه إلى ضرورة تجنب تقشير البشرة بقوة، فهذا قد يأتي بنتيجة عكسية ويسبب ندوباً دائمة على الظهر، كما قد يسبب جفاف البشرة بشكل مفرط، ما يحفز إفراز الزيوت والدهون بشكل مضاعف لتتهيج منطقة الظهر وتظهر الحبوب أو تزداد حدة.

ـ إذا لم تساعدك التغييرات الحياتية البسيطة المذكورة أعلاه في علاج حبوب الظهر لديك، عليك القيام باستشارة أخصائي، وكلما بدأت بمتابعة حالتك مبكراً قبل تفاقمها، كلما كانت فرصة علاج حبوب الظهر أفضل وفترة العلاج أقصر.

.