التضخم يجهد ماليات الكثير من المواطنين الألمان

كشف استطلاع حديث للرأي أن الارتفاع القوي الذي تشهده الأسعار في ألمانيا مؤخراً يجهد ماليات الكثير من المواطنين.

فقد أظهر الاستطلاع، الذي أجراه معهد «يوجوف» لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من مصرف «بوست بنك»، أن واحداً من بين كل 9 أفراد في ألمانيا يستطيعون بالكاد تسديد نفقات معيشتهم.

ومن بين الأسر ذات دخل صافٍ شهري أدنى من 2500 يورو، ذكر 17% منهم أنهم بالكاد كانوا قادرين على الإيفاء بالنفقات العادية بسبب ارتفاع الأسعار.

وأعلن مكتب الإحصاء الاتحادي أن نسبة التضخم السنوي بلغت 3,1% في المتوسط خلال عام 2021. وزاد الاتجاه التصاعدي في الأسعار في ديسمبر الماضي، حيث ارتفعت أسعار المستهلكين 5,3% على أساس سنوي. وكان ذلك أعلى معدل تضخم شهري يتم تسجيله خلال العام الماضي.

وأعرب 44% من الذين شملهم الاستطلاع عن قلقهم البالغ إزاء ارتفاع معدلات التضخم، وذكرت نسبة مماثلة (43%) أنهم قلقون إلى حد ما.

وقال كبير الاقتصاديين في «بوست بنك: «الارتفاع القوي في التضخم أثار القلق بين قطاعات كبيرة من السكان… البراح المالي تقلص بسبب الارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية والطاقة والوقود وعدم مواكبة الدخول لتطور الأسعار».

وقال: «في الفئات ذات الدخول المتدنية لا توجد احتياطيات مالية لاستثمار الأموال بشكل مربح على المدى الطويل… ومع ذلك، فإن المدخرات في الحسابات الجارية أو حسابات التوفير تفقد قيمتها باستمرار بسبب التضخم – ما يقلل من الفسحة المالية للأسر ذات الدخل المنخفض»، وذكر 22% من الذين شملهم الاستطلاع أنهم ليس بمقدورهم الآن الادخار.

هذا وقد حذر رئيس البنك المركزي الألماني الجديد “يواخيم ناجل” عندما ألقى خطاب تنصيبه، من أن التضخم في منطقة اليورو قد يظل مرتفعاً لفترة أطول.

وقال ناجل “توقعات الأسعار على المدى المتوسط ​​غير مؤكدة بشكل استثنائي” مضيفا “أرى حاليًا خطرًا أكبر في أن يظل معدل التضخم مرتفعًا لفترة أطول مما هو متوقع حاليًا” لافتا إلى أن ” السياسة النقدية ينبغي أن تتحلى بالحذر” حسب قوله.

وأعلن المكتب الاتحادي للإحصاء في ألمانيا يناير/كانون الثاني 2022 أن معدل التضخم في البلاد وصل في 2021 إلى أعلى مستوى له منذ عام 1993 بسبب الارتفاع في أسعار الطاقة، حيث وصل في ديسمبر العام الماضي 5.3 في المائة. وذكر المكتب أن الأسعار في العام الماضي ارتفعت بنسبة 3.1 في المائة مقارنة بعام 2020.

ولفت ناجل إلى أن ” الناس في ألمانيا “يتوقعون بحق أن يكون البنك المركزي الألماني مرجعا لثقافة الاستقرار”، مضيفا يمكنني أن أؤكد لكم أن البنك المركزي الألماني سيكون كذلك.

وأظهرت أرقام رسمية أن التضخم في 19 دولة تتعامل باليورو وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق، مدفوعًا بارتفاع تكاليف الغذاء و أسعار الطاقة.

وذكر مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي “يوروستات”، أن أسعار المستهلكين في منطقة اليورو ، المكونة من اقتصادات الاتحاد الأوروبي مثل فرنسا وألمانيا، ارتفعت بنسبة 5٪ في ديسمبر الماضي.

.