التدخل التركي في سوريا .. واقع لا محالة !!

أحمد الجمال

تراقب تركيا بحيرة تأخر الانسحاب الأميركي من سوريا وفق الجدول الزمني المعلن أي في مارس/اذار المنتهي، بينما لا تزال القوات الأميركية تنفذ مهامها في الساحة السورية دون تغيير يذكر أو إعادة انتشار تشمل بقاء 200 جندي فقط وسحب البقية إلى قاعدة عسكرية في العراق أو إلى منطقة أخرى. وتتواجد القوات الأميركية البالغ عددها نحو ألفي جندي في 18 قاعدة بسوريا.

وتسعى تركيا لملء الفراغ العسكري بعد الانسحاب الأميركي من سوريا وتنفيذ خطتها ضد الوحدات الكردية، لكن تأخر الانسحاب الأميركي أربك خططها.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في تغريدات على تويتر إن المبرر الوحيد لوجود القوات الأميركية في سوريا هو قتال داعش، إلا أنه بعد ذلك و بضغط من المسؤولين الأمنيين في إدارته، غيّر كلامه من انسحاب فوري إلى ‘انسحاب بطيء وهادئ.

وفي ظل غياب توضيحات حول مراحل وطريقة الانسحاب كشف قائد القيادة الوسطى للقوات الأميركية عن إمكانية أن تبدأ الولايات المتحدة خلال أسابيع، سحب قواتها البرية من سوريا.

كما أعلن المتحدث باسم البنتاغون سيان روبرتسون أن الولايات المتحدة ستترك في سوريا بضع مئات من جنودها كجزء من قوة دولية، مشيرا إلى أن الوجود الأميركي سيتواصل في قاعدة التنف جنوبي شرقي سوريا الواقع على نقطة التقاء الحدود السورية الأردنية العراقية.

وفنّد رئيس الأركان الأميركي ادعاءات صحيفة وول ستريت جورنال حول نية واشنطن إبقاء ألف جندي لها في الأراضي السورية، لافتا إلى أن الجيش الأميركي يواصل تنفيذ التعليمات الصادرة عن رئيس البلاد دونالد ترامب، حول تخفيض عدد القوات الأميركية في سوريا إلى حد معين.

وأفادت مصادر بأن الولايات المتحدة لم تبدأ بخفض عدد جنودها بالرغم من مضي الوقت الذي حدده فوتيل. وإضافة إلى ذلك قامت واشنطن بإرسال نحو 300 شاحنة من المساعدات العسكرية إلى مناطق سيطرة الجماعات الكردية شمالي شرقي سوريا خلال شهر الشهر الماضي.

وخلال فترة حديثهم عن انسحاب أو تخفيض الوجود الأميركي شمالي شرقي سوريا عكف المسؤولون الأميركيون على التأكيد على استمرار دعم بلادهم للوحدات الكردية.

وفي آذار/مارس أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تخصيص ما مجموعه 550 مليون دولار، بينها 300 مليون لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) و250 مليون دولار لضمان أمن الحدود للبلدان الحدودية مع سوريا التي تكافح داعش.

وقال البيان “قوات سوريا الديمقراطية كانت شريكا فاعلا وموثوقا في مكافحة داعش. ذكرنا أن الأسلحة المقدمة لقسد ستكون محدودة وخاصة بعمليات معينة ولتحقيق أهداف القضاء على داعش”.

وتضاربت تصريحات مسؤولي وزارة الدفاع الأميركية بشأن مخصصات دعم قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، في إطار ميزانية 2020 الدفاعية.

تركيا .. على أحر من الجمر

وكانت وسائل إعلام تركية رسمية نقلت عن مسؤول عسكري تركي قوله إن أنقرة تبحث مع الولايات المتحدة وروسيا هجوما محتملا في منطقة بشمال شرق سوريا خاضعة لسيطرة مقاتلين يقودهم الأكراد. في نفس الوقت قال مسؤول أميركي “أميركا لا تبحث هجوما تركيا في شمال شرق سوريا مع تركيا”.

وتريد تركيا إقامة منطقة آمنة على الحدود إلى الشرق من نهر الفرات بعد انسحاب معظم القوات الأميركية من سوريا.

ويدعم الجيش الأميركي القوات التي يقودها الأكراد وتقاتل الدولة الإسلامية هناك. بيد أن تركيا تعتبر مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية التي تساندها واشنطن، إرهابيين وتهدد بشن عمليات ضدهم.

وقال المسؤول “لقد أجرينا مرارا مباحثات بشأن آلية أمنية أو منطقة آمنة في شمال شرق سوريا من شأنها أن تتصدى للمخاوف الأمنية التركية”. وأضاف “تفاصيل الآلية الأمنية قيد البحث والتطوير، لكنها من وجهة النظر الأميركية لا تتطلب هجوما تركيا”.

وكان وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قال إن القوات الروسية ستبدأ دوريات في منطقة الحدود خارج إدلب وإن القوات التركية ستبدأ دوريات داخل المنطقة.

وأدت علاقات تركيا مع روسيا إلى توتر بين أنقرة والولايات المتحدة مع تحذير واشنطن من احتمال فرض عقوبات أميركية إذا مضت أنقرة، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، قدما في صفقة شراء منظومة إس-400 الدفاعية الروسية والتي لا تتوافق مع منظومات حلف شمال الأطلسي.

وتصنف تركيا التنظيمات الكردية السورية جماعات إرهابية، وسبق للقوات التركية أن شنت هجمات دموية على مقاتلي الوحدات الكردية خاصة في عفرين التي سيطرت عليها لاحقا فصائل تابعة للجيش السوري الحر المدعوم من تركيا.

وهدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني، تركيا بكارثة اقتصادية إذا شنت هجوما ضدّ الأكراد بعد انسحاب القوات الأميركية من سوريا، داعيا في الوقت نفسه الأكراد إلى عدم “استفزاز” أنقرة.

وردت تركيا بالتأكيد على أنها ستواصل مكافحة وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة من واشنطن ودعت واشنطن الى احترام “الشراكة الإستراتيجية” بين البلدين. وإلى الآن تتربص تركيا حتى تحين الفرصة للاستيلاء على أراض عربية أخرى، كما فعلت بالسابق !!

.

.