احذر.. سيارتك تجمع بياناتك الشخصية

المعلومات والبيانات الشخصية أصبحت في عصر الرقمنة سلعة يتم تداولها والاستفادة منها بين الكيانات الاقتصادية حول العالم، سواء أكان ذلك التداول مشروعًا وبعلم صاحب تلك البيانات، وفي بعض الأحيان بدون علمه.

وعادة ما تعرف السيارات الحديثة الكثير من المعلومات عن السائق، وتقوم بتخزين هذه البيانات ومشاركتها مع الشركات المنتجة، وبالرغم من أن السائق يجب عليه الموافقة على ذلك بموجب قوانين حماية البيانات، إلا أن عشرات الملايين لا يعرفون بدقة نوعية البيانات، التي يتم مشاركتها وماذا يحدث لها بعد ذلك.

وتقوم السيارات الحديثة بجمع الكثير من المعلومات عن السائقين من خلال المكونات المختلفة؛ حيث يعمل بالكثير من السيارات أكثر من 120 جهاز تحكم مختلفا.

وقال سيفين هانسن، من مجلة «c’t» المتخصصة في تكنولوجيا المعلومات، إن جميع الشركات المغذية لصناعة السيارات تستخدم شرائح دقيقة لتشغيل وظائف الأمان والراحة ونظام المعلومات والترفيه.

وأضاف هانسن أنه أثناء تشغيل هذه الأنظمة تتراكم كميات كبيرة من البيانات داخل أجهزة التحكم الفردية، والتي لا يتمكن السائق من الوصول إليها، ولكن هذه البيانات تكون محددة للغاية بحيث يمكن استنتاج معلومات عن السائق وسلوكيات القيادة.

وغالبا لا يتم تخزين الكثير من هذه البيانات لفترة طويلة، ولكن يتم الكتابة عليها باستمرار واستبدالها بواسطة البيانات الجديدة، ويقتصر وصول السائق إلى قدر بسيط جدًا من البيانات، ومنها البيانات المخزنة في نظام الملاحة ونظام المعلومات والترفيه.

وأوضح أنه من خلال الاعتماد على بيانات المحرك وحدها يمكن استخلاص استنتاجات معينة حول سلوكيات القيادة مثل عدد لفات المحرك أو عدد المرات، التي يتم الضغط على دواسة الوقود.

من يمكنه الإطلاع على البيانات؟

أشار البروفيسور كريستوف كراوس، المتخصص في أمان الشبكات بجامعة دارمشتات الألمانية، إلى أن جميع البيانات في السيارة ينطبق عليها حماية البيانات، وبمجرد ربط بيانات السيارة برقم تمييز السيارة أو رقم الترخيص، فإنه يجب أن يتم معاملتها معاملة البيانات الشخصية؛ حيث يمكن من خلالها مثلا إنشاء بروفايل لتحركات السائق.

وهناك بعض البيانات المتعلقة بالسلامة والأمان، مثل بيانات التحكم في المكابح، يمكن التلاعب بها ويكون لها آثار شديدة الخطورة، علاوة على أن هناك بعض الوظائف تعتمد على البيانات الشخصية، فمثلا عند مزامنة الهاتف الذكي في السيارة فإنه يتم إرسال بيانات البحث عن الموقع ومستويات ملء الوقود والقفل والتشخيص عن بُعد للسيارة.

كما تقوم السيارة بإرسال المعلومات عند تشغيل النظام التلقائي لمكالمات الطوارئ E-Call والتواصل مع المركبات الأخرى في حركة المرور، ولكن لا تقوم السيارة بتخزين كل هذه البيانات بشكل محلي، بل يتم إرسال بعض هذه البيانات إلى خوادم الشركات المنتجة للسيارات أو جهات أخرى، ويرتبط ذلك بموديل السيارة والماركة التجارية وسنة صنع السيارة.

وأوضح البروفيسور كريستوف كراوس قائلا: “لا يمكن للسائق حماية نفسه من هجمات القرصنة الإلكترونية، ويتعين عليه أن يثق في قدرات الشركة المنتجة وأنها قامت بتأمين سيارته بواسطة الأنظمة الخلفية بصورة جيدة”.

إعدادات المصنع

وأوصى سيفين هانسن عند بيع السيارة بإعادة جميع الأنظمة إلى إعدادات المصنع، ومنها نظام المعلومات والترفيه ونظام الملاحة ودفتر العناوين، وكذلك برمجة المفضلات للراديو وإعدادات الراحة الممكنة.

وأضاف الخبير الألماني قائلا: “ينسى أصحاب السيارات حذف التطبيقات المعنية أو الاتصالات السحابية مع السيارة، مما يتيح لهم المزيد من الوصول إلى السيارة”. وشدد الخبير الألماني على أنه يجب فصل النطاق الإلكتروني تماما.

وقبل بيع السيارة أوصى نادي السيارات ADAC الألماني أيضا بإلغاء تسجيل منفصل للتطبيقات المثبتة مسبقا في نظام المعلومات والترفيه مثل تطبيقات بث الموسيقى.

ومن المهم أيضا فك الارتباط مع التطبيقات، التي يتم استعمالها عن بُعد، والتي تتيح إمكانية التحكم في السيارة أو وظائف السيارة عن بُعد بواسطة الهاتف الذكي، ولا يمكن الحذف الكامل للبيانات الشخصية في نظام المعلومات والترفيه إلا عن طريق وظيفة “الإرجاع إلى إعدادات المصنع”.

نصح سيفين هانسن الأشخاص، الذين يبيعون سيارتهم، بإبلاغ مسؤولي حماية البيانات بالشركة المنتجة للسيارة، بأنه تم تغيير مالك السيارة، ويجب أن تقوم الشركة بحذف جميع البيانات، ويحق لكل عميل القيام بذلك لكي يتجنب إساءة استعمال البيانات.

وأضاف سيفين هانسن أنه لا يمكن إعادة ضبط السيارة بشكل كامل؛ لأن المالك السابق يظل موجودا في السيارة بصورة أو بأخرى، حتى إذا كان ذلك مجرد وظيفة الذاكرة لناقل الحركة الأوتوماتيكي والخاصة بفترات تغيير السرعات.

.