أوروبا: البوابة العالمية لمنافسة طريق الحرير

أعلنت المفوضية الأوروبية طرح مبادرتها “البوابة العالمية” Global Gateway في مسعى منها لبسط نفوذ الاتحاد الأوروبي تجارياً حيث سينصب التركيز الأساسي على الاستثمار في البنية التّحتيّة ومواد البناء والسّكك الحديديّة والطّرق السّريعة وشبكة الطّاقة والحديد والصّلب.

وفي خطاب “حالة الاتحاد” السنوي في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الفرنسية، أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الوقت حان “لتحول أوروبا مبادرة “البوابة العالمية” إلى علامة تجارية موثوق بها حول العالم”، موضحة “سنبني شراكات بفضل هذه المبادرة مع دول حول العالم، نريد استثمارات في البنية التحتية عالية الجودة، وربط السلع والأفراد والخدمات حول العالم.”

وأشارت فون دير لايين إلى نفوذ الصين وسمّتها بالاسم، وطرحت رؤية المفوضية الأوروبية التي تهدف إلى منافسة “مبادرة الحزام والطريق” الصينية (خط الحرير الجديد كما يعرف أيضاً) التي وضعت أسسها في 2013، من أجل ربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية.

وقالت فون دير لايين: “نحن بارعون جداً في تمويل الطرق، لكن ليس من المنطقي بالنسبة لأوروبا بناء طريق مثالي بين منجم نحاس مملوك للصين وميناء مملوك للصين أيضاً”.

خطة “بديلة ومنافسة”

تعتبر المبادرة الأوروبية، خطة “بديلة ومنافسة” في الوقت ذاته، لمواجهة نفوذ الصين، وهي تهدف إلى رسم معالم خطة عالمية حول البنى التحتية موجهة إلى الدول الفقيرة أيضاً لمنافسة مشروع الحزام والطريق الصيني، من خلال عرض مساعدات على الدول النامية من التمويل كبديل للاعتماد على شبكة الطرق والسكك الحديدية والموانئ الصينية.

وأكدت فون دير لايين ” نحن بحاجة إلى أن نكون أكثر فطنة بشأن هذه الأنواع من الاستثمارات، هذا هو السبب في أننا سنقدم قريباً استراتيجيتنا الجديدة للبوابة العالمية”.

وجاء إعلان رئيسة المفوضية الأوروبية، بعد ثلاثة أشهر من تكليف 27 من زعماء الاتحاد الأوروبي للمفوضية بوضع معالم رؤية لتنفيذ خطة الاتحاد الأوروبي الجديدة منافسة لمبادرة “الحزام والطريق”.

وموّلت بكين خلال الأعوام الأخيرة مجموعة كبيرة من مشروعات البنى التحتية في منطقة البلقان وأوروبا الشرقية التي كانت بحاجة ماسة لاستثمارات جديدة. كما تواصل الصين تصدير بضائعها إلى أوروبا عبر القطارات والموانئ والمطارات ضمن مبادرة ” الحزام والطريق”.

.