“يافا أم الغريب”… فيلم يعيد الذكريات

أثار الفيلم الفلسطيني التسجيلي (يافا أم الغريب)، الذي عُرِض بمهرجان الإسكندريَّة بدورته الـ35، في مسابقة “نور الشريف للأفلام العربيَّة”، كثيراً من الجدل على المستويين الإنساني والنقدي، إذ اجترّ الفيلم ذكريات مؤلمة لسكّان المدينة، وما شهدته من عنف إسرائيلي، عبر تسجيله شهادات من عاصروا تلك الفترة المؤلمة في تاريخ يافا.

وعلى المستوى النقدي واجه الفيلم انتقادات فنيَّة، لكنها لم تسحب من رصيده عند من شاهدوه، نظرا لجرعة الألم والحزن والمآسي التي تعاطف معها المشاهد، فغابت عنه الرؤيَّة الفنيَّة.

يقول مخرج الفيلم رائد دزدار، “العمل يتناول تفاصيل العنف الإسرائيلي، الذي واجهته مدينة يافا، إذ شهدت أكبر موجة ضدها في عام 1948، وهو عام الهزيمة العربيَّة على أرض فلسطين وإعلان إقامة إسرائيل، وترتب على ذلك تهجير سكان يافا لتفريغ الأرض التي احتلها العدوان”.

وأضاف “الفيلم يعتمد على شهادة من عاشوا تلك الفترة الصعبة في تاريخ يافا والأمة العربيَّة، ورغم أن جميعهم تجاوز الثمانين من العمر، فإن تفاصيل الأحداث المؤلمة ما زالت محفورة في ذاكرتهم”.

وأوضح “استعادة الذكريات المظلمة هي محور بناء العمل، خصوصاً بالنسبة إلى الجانب العاطفي والوجداني، كما سلطتُ الضوء على الحياة الاجتماعيَّة في هذه الحقبة، وحاولت الإجابة عن السؤال: كيف كانت تحيا يافا؟ ذلك السؤال الذي تجاهلته أفلامٌ عديدة تناولت تاريخ المدينة”.

وتابع، “اعتمدتُ على أرشيف بريطاني به صور لكل الأحداث، ويحمل وثائق ومعلومات تاريخيَّة مهمة ومؤكدة”.

وأوضح الفيلم أن المدينة قبل عام 48 تعرَّضت لموجات من التدمير وإعادة البناء، منذ حملة نابليون مروراً بالبريطانيين عام 1936، ويبرز العمل تجلي المقاومة الفلسطينيَّة، إذ شهدت أطول إضراب وعصيان مدني شهده التاريخ، الذي تواكب مع ثورة الشيخ عز الدين القسام ضد الوجود البريطاني والإسرائيلي على أرض فلسطين.

.