ضجة بسبب فيلم أحمد حلمي “النونو”
أثار إعلان الفنان أحمد حلمي تقديم شخصية شاب مصري يعقد صفقات وهمية وينصب على الحجاج خلال موسم الحج في فيلم “النونو” المقرر تصويره قريباً، حالاً من الغضب الشديد، وانهالت الاتهامات التي ترفض تجسيد مصري دور شخص ينصب على الحجاج بحجة الإساءة، وهي تهمة واجهت معظم الأدوار الجريئة والأفلام التي تطرح أية فكرة مختلفة.
وانقسمت الآراء وأثير الجدل ليفتح مجدداً ملفاً شائكاً ويطرح التساؤل حول حرية الدراما والخيال في تجسيد أية شخصية مهما جنحت نحو الجرأة والتجرد من معايير الشخصيات الملتزمة مجتمعياً، والتي ترضي تقاليد الشعوب وتنتصر فقط لمعايير عامة ترضي الجنسيات والأعراق والوازع الديني والأخلاقي العام، من دون التطرق إلى أعماق الشخصيات الموجودة في المجتمع، ليواجهها الجميع ويعترف بها في الحقيقة، لكن يثيره بشدة عرضها على الشاشة مهما كانت طريقة الطرح والهدف من تشريحها بكل أبعادها عبر الشاشات.
أما الناقد الفني محمد عبدالخالق فقال “يبدو أن الهجوم على فيلم الفنان أحمد حلمي الجديد ‘النونو’ لمجرد أن فكرته تدور حول نصاب مصري مجرد هجوم متسرع وتراكمات لا أكثر، فلم يكن من المسيء أبداً في أي وقت أن تتعرض السينما والدراما لمهنة أو وظيفة بها شخص منحرف، وفي تاريخ السينما عشرات من هذه الأدوار ومئات من تلك الشخصيات لكبار الفنانين الذين قدموها ببراعة، وظلت بصمة في تاريخ السينما لما قدمته من حقائق، ونقل لشخصيات وقضايا معينة بشفافية، مما زاد الوعي وفتح عيون المشاهدين بصورة غير مباشرة بعيداً من قبح الواقع أو تهمة الإساءة لمهنة أو تقاليد أو أخلاق، وأي مراعاة وخوف من التهم الجاهزة مثل الإساءة للمهن أو التقاليد أو الجنسيات، فهذا يعني أن ندفن رؤوسنا في الرمال ونخشى الاقتراب من الحقيقة أو الخيال الذي يقدم الشخصيات بطريقة ليست لها مقاييس إلا الفن والإبداع”.
وختم أن “المهن والبلاد والأديان والأوطان والأخلاق والتقاليد أكبر بكثير وأقوى من أن يؤثر فيها تناول عمل فني، والجمهور على علم ووعي لا يستهان بهما، ويدرك جيداً حدود الشاشة والهدف مما يُقدم، سواء بالتوعية أو الترفيه، والفن لا يهدف للهدم لكنه يطمح إلى ترك التساؤلات وطرح المشكلات بهدف الحل أو الطرح أو حتى المتعة فقط، وهذا لا يمكن أن يهدم، بل على العكس هو يبني العقول والوجدان والإبداع”.
.