الشبكات السلفية.. تطرّف يهدد ألمانيا
حسام الحداد
هناك اختلاف بين السلفية الأصولية الجديدة عن بدايات السلفية التاريخية المتمثلة فى مدرسة حداثة مطلع هذا القرن والحركة المناهضة للاستعمار. وبعد انحصار السياسات القومية والاشتراكية، لا سيما حول الحرب بين الدول العربية وإسرائيل فى عام 1967، وبعد ظهور الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979، تصاعد التيار الدينى فى الدول الإسلامية، فاصطفت فيه الحركة السلفية الجديدة كجزء منه.
وقد أبعدت هذه الحركة السلفية المعاصرة نفسها عن مدرسة الحداثة. فلقد استعمل أوليفر روى مصطلح الأصولية كمصطلح جديد أكثر دقة، الذى يتضمن مجموعات مختلفة غير متجانسة لضبط التشكيل الجديد. وهى قد انقسمت إلى جزئين: جانب متزمت وآخر جهادي.
السلفيون فى ألمانيا
شهدت أعداد السلفيين فى ألمانيا ارتفاعا جديدا، حسب معطيات الهيئة الألمانية لحماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) فى ديسمبر الماضى ٢٠١٧، ذكرت الهيئة أن عدد السلفيين ارتفع ليصبح ١٠ آلاف وثمانمائة، بينما كان عددهم لا يتجاوز تسعة آلاف وسبعمائة فى ديسمبر ٢٠١٦، وأشار رئيس الهيئة الألمانية لحماية الدستور، هانس جيورج ماسن، إلى أن من الملاحظ أن المشهد السلفى متجزئ على شكل مجموعات منفصلة عن بعضها، مما يصعب من مهمة مراقبتها و«يجعل الهيئة أمام تحدّ خاص». وبحسب هيئة حماية الدستور؛ فإن عمليات توزيع القرآن فى الشارع العام التى يقوم بها السلفيون أصبحت نادرة. وذكرت هيئة «حماية الدستور» أن التطرف أصبح يحدث بشكل أقل فى المساجد أو التنظيمات التى تتجاوز الحدود المحلية، لكنه منتشر بشكل أكبر فى دوائر ضيقة تتكون عبر شبكة الإنترنت. كما لاحظت الاستخبارات الداخلية الألمانية تكون شبكات سلفية نسائية يصعب اختراقها من طرف أجهزة الاستخبارات. هذا الخبر لفت الانتباه كثيرا إلى التواجد السلفى فى أوروبا بشكل عام، وفى ألمانيا بشكل خاص ما جعلنا نحاول تتبع هذا الوجود السلفى، وكيف نشأ وآليات تطوره، وفى رحلة البحث لفت انتباهنا كتاب فيه بعض من الإجابات التى نبحث عنها حيث يعد كتاب «حول صناعة سلفية ألمانية» كتاب وصفي/ببليوجرافى فى المقام الأول، وهو للباحثة الألمانية نينا فيدل، حاصلة على درجة الدكتوراه من عام واحد عن موضوع (الدعوة الإسلامية المعاصرة).
صناعة السلفية
تناقش الباحثة فى الجزء الأول من الكتاب مفهوم السلفية وتعريفاتها المختلفة، وأهم رموزها وموارد روافدها فى المملكة السعودية، ومصر على حد سواء، وأهم الرموز التاريخيين، كأحمد بن حنبل، وابن تيمية، والمعاصرين، كمحمد بن عبدالوهاب، وابن باز، والعثيمين، والألباني. ثم أوردت الباحثة عددًا من الأرقام والحقائق حول الشأن الإسلامى فى ألمانيا بصفة عامة، وأهم منظماته ومراكزه، والشأن السلفى بصفة خاصة، ما يظهر منها أنَّ السلفيين لـم يكونوا يومًا الأغلبية المسلمة، ولا يُتوقَّع منها ذلك عمَّا قريب.
ثم تحدثت الباحثة عن عوامل جذب السلفية للشباب المسلم، وردت عوامل الجذب السلفى للشباب الألمانى المسلم إلى المهاجرين العرب فى العقود الماضية، وأنَّهم من حملوا معهم هذه الفكرة المستوردة، ثم إلى جاذبية الفكرة السلفية باعتبارها صورة للخلاص من المجتمع الجاهلي/ الكافر، والنقاوة فوق هذا المجتمع من جهة أخرى، مع امتلاك القدرة على الإجابات المعقدة بصورة مثالية. ثم تشتبك الباحثة مع فاعلية السلفيين فى الدول الأوروبية لا سيما ألمانيا، ومراحل التناوش بينهما لا سيما بعد الحادى عشر من سبتمبر، باعتبار السلفيين رافدًا أساسيًّا للقاعدة والجهاديين سويًّا، وأن النظر للسلفيين بمظهر الحياد بحكم إعراضهم -فى الغالب- عن المشاركة السياسية، إنَّما هو مظهر خادع مبنى على تعريف ضيق للسياسة، كما تقول صبا محمود.
اشتباك مع الدولة
تُرجع الباحثة كذلك الاشتباك بين السلفية وأجهزة الدولة المختلفة إلى حزمة المفاهيم التقليدية التى تحملها السلفية، والتى تمثل تهديدًا مباشرًا على منظومة الأفكار الألمانية مهما كانت مهادنة تلك الحركات فى الفاعلية السياسية، وذلك حين تُقيم وجهة نظر السلفية للقوانين والديمقراطية، والمرأة والحريات، والقيم الأساسية فى المجتمعات الغربية.
وتناولت الباحثة بعد ذلك، التكتلات السلفية الأساسية، والتى تكونت من عام (٢٠٠٢)، إلى (٢٠٠٤)، وأهم رموزها بحسب الباحثة: (حسن الدباغ المعروف بأبى الحسين من سوريا- إبراهيم أبو ناجى من غزة- عبدالعظيم قاموس- محمد بن حسين المعروف بأبى جمال من المغرب- بيير فوجل- محمد تشفينى المعروف بأبى أنس من ألمانيا). ويجمعهم جميعًا الاشتراك فى اللسان الألمانى حال الدعوة إلى الله، وإن كانت أصولهم فى الغالب غير ألمانية، وقبل هؤلاء الدعاة كانت الدعوة الإسلامية مقصورة على اللسان العربي.
الشباب الهدف
أكدت الباحثة عند الحديث عن الدعوة إلى السلفية، تركيز الدعاة السلفيين على الشباب بصفة خاصة. وتذكر أنَّ أهم الإشكالات التى تواجه الدعاة السلفيين هى الانقسامات السلفية ذاتها فيما بينهم من تيارات علمية، (وهو ما وصفه المترجم بـ«نقاوي»)، وجهادى وحركى وراديكالى وغير ذلك. وختمت بحثها بذكر التضييقات الأمنية والمناوشات التى حدثت بين السلفيين والحكومة الألمانية، باعتبار السلفيين رافدًا أساسًا للمجاهدين الأوروبيين وتهديد لنظام القيم الألماني.
الانتشار السلفى
فى مارس ٢٠١٧، قامت السلطات الألمانية بحملة مشددة ضد المساجد السلفية، بعد اتهامها بدعم التطرف والعنف ونشر الكراهية. بعدما أصبح السلفيون بمثابة «الكابوس» الذى يؤرق الشرطة فى السنوات الأخيرة. ويثير ذلك أيضاً التساؤل حول أسباب تنامى أعدادهم، واستراتيجية الأمن حيال ذلك. وحسب تصريحات رئيس هيئة حماية الدستور، هانس جيورج ماسن، «بأن جهاز الاستخبارات الداخلى رصد ٤٤ ألف متشدد، لكن الخطر الأكبر تشكله المجموعات السلفية التى تزايدت أعدادها من ٣٨٠٠ شخص عام ٢٠١١، إلى ٩٧٠٠ اليوم». وأرجع ذلك إلى الحرب فى سوريا وظهور «داعش»، مشيراً إلى أن التحقيقات أثبتت أن معظم الألمان ممن سافروا للقتال فى سوريا والعراق كانوا على صلة بهذه الجماعات. ووفقاً لتقرير صادر عن الهيئة فى ٢٠١٥، ليس لدى ألمانيا معلومات أكيدة عن عدد المنتمين للقاعدة، والقاعدة فى بلاد المغرب، والقاعدة فى الجزيرة العربية، وجبهة النصرة، وتنظيم داعش. أما السلفيون فالتقرير يذكر بدقة أن عددهم فى عام ٢٠١٤ كان ٧ آلاف، وفى عام ٢٠١٥ وصل إلى ٨٣٥٠.
خطر على الدولة
مما يشير إلى القلق الكبير من هذه المجموعات، التصريح الصادر من وزير الخارجية الحالى زيجمار جابرييل، نائب المستشارة الألمانية حينذاك، فى ٦ يناير ٢٠١٧، بأنه يجب إغلاق جميع الجمعيات والمساجد السلفية.
إبراهيم أبو ناجى.. الأكثر نفوذًا وتأثيرًا
ألمانى – فلسطيني، أحد أبرز السلفيين فى ألمانيا. وصفت خطبه بأنها تحض على الكراهية. مطلوب فى اتهامات تتعلق بإخفاء معلومات عن مكتب المساعدات الاجتماعية، بحصوله على ٥٠ ألف يورو من خلال مبادرة توزيع القرآن. حكم عليه بالسجن لـ١٣ شهراً مع إيقاف التنفيذ.
جاء من قطاع غزة إلى ألمانيا عندما كان فى الـ١٨ من العمر. بهدف دراسة الهندسة الكهربائية، ولكن بدلاً من التركيز على دراسته الجامعية، فتح متجراً لبيع الملصقات. فى ٢٠٠٧، اضطر أبو ناجى إلى إعلان إفلاسه بعد مطالبته بضرائب وصلت قيمتها ٧٠ ألف يورو، بعدها كرس حياته للدعوة داخل المشهد السلفي، بالتعاون مع أبرز السلفيين فى ألمانيا ومن بينهم أبو ولاء العراقى أو سفين لاو، الذى يحاكم الآن فى ألمانيا بتهمة دعم تنظيم «داعش» الإرهابي.
وبالإضافة إلى ذلك يقدم أبو ناجى ندوات ومحاضرات فى مساجد مختلفة، كما يقوم بتقديم الإرشادات على قناة «يوتيوب» لمعتنقى الإسلام الجدد، وذلك بالتعاون مع الداعية السلفي، المثير للجدل، بيير فوجل.
ويعتبر أبو ناجي، حسب هيئة حماية الدستور (المخابرات الألمانية)، من السلفيين الأكثر نفوذاً وتأثيراً فى ألمانيا. وحسب التعريف المتداول، فهو ينتمى إلى أحد التيارات الأكثر تشدداً فى تفسير الإسلام. وحسب تقريرها فى ولاية شمال الراين- ويستفاليا لسنة ٢٠١١؛ فإن «أبو ناجى يغطى فى المحاضرات والندوات التى يعقدها بانتظام الإيديولوجية السلفية بشكل شامل». وهو لا يقدم إرشادات دينية فحسب، بل يعبر أيضاً عن تأييده للجهاد كوسيلة «للدفاع عن العقيدة الإسلامية»، حسب التقرير.
وقد وُجهت لأبى ناجى عقب ذلك سلسلة من الدعاوى القضائية بتهمة التحريض على العنف، بما فى ذلك القتل. ومن جهته قدم وزير الداخلية الألمانى آنذاك، هانز-بيتر فريدريش، فى يونيو ٢٠١٢، دعوة للبدء فى إجراءات حظر جماعة «الدين الحق». ولكن كل المحاولات القضائية لإلقاء القبض على أبى ناجى وحظر جمعيته لم تكن ناجحة؛ فتصريحاته ضد نمط الحياة الغربية وضد المثلية الجنسية ولصالح الشريعة الإسلامية تتنافى مع القيم الألمانية المتعارف عليها، ولكنها لا تعتبر جرائم جنائية، حسب القانون الألماني.
وفى بداية ٢٠١٦، تمت محاكمته بتهمة الاحتيال على النظام الاجتماعي، لأن أبى ناجى أخفى على مكتب المساعدات الاجتماعية، حصوله على نحو ٥٠ ألف يورو عبر مبادرة توزيع القرآن. وحكم عليه بعدها بالسجن لـ١٣ شهراً مع إيقاف التنفيذ.
٢٠١٧ شنت السلطات الألمانية حملة على تجمعات السلفيين
بيير فوجل.. الداعى إلى الكراهية
داعية إسلامى ألمانى وملاكم محترف سابق. يلقب بأبى حمزة. أنهى دراسته الثانوية فى برلين. اعتنق الإسلام عام ٢٠٠١ ولم يكمل دراسة العلوم الإسلامية فى الجامعة. سافر إلى مكة لتعلم العربية، ثم عاد إلى ألمانيا ٢٠٠٦ ليبدأ فى إعطاء محاضرات ودروس عن الإسلام. تصفه بعض وسائل الإعلام بأنَّه من «دعاة الكراهية»؛ وتقول بعض الوسائل الإعلامية الأخرى أن ذلك الوصف لا ينطبق على بيير فوجل تماما؛ لأنه يعتبر من الدعاة الذين يتصرفون بما يتوافق مع القانون، ويحذِّر أتباعه كذلك من استخدام العنف، كما أنه ليس جهاديا. وهذا ما يميّزه عن الدعاة الآخرين الذين زاد تأثيرهم، والذين عبروا عن تأييدهم للهجمات التى تعرَض لها عناصر من الشرطة فى مدينتى بون وزولينجن الألمانيتين. ولكن فى الواقع كثيرا ما ينتقل البعض من أوساط السلفيين المسالمين إلى أوساط السلفيين المستعدين لاستخدام العنف، إذ إن الكثيرين ممن كانوا يحضرون فى البداية الحلقات الدراسية التى يقيمها بيير فوجل كانوا يثيرون فى وقت لاحق انتباه السلطات الأمنية لأنَّهم كانوا يعلنون بصراحة عن استعدادهم للجهاد. يميِّز السلفيون وحتى بيير فوجل فى نظرتهم إلى العالم تمييزا صارما ما بين الخير والشر، بين المؤمنين الذين سيدخلون الجنة فى آخر المطاف والكفَّار الذين تنتظرهم نار جهنم الأبدية، ما يسهِّل على ما يبدو الانزلاق إلى التطرف.
متطرفو برلين من «الجهاد الإليكترونى» للعنف فى الشوارع
منذ بداية عام ٢٠١٢، حدث تغير نوعى فى الدعوة السلفية فى ألمانيا، وبدأ السلفيون فى ألمانيا فى الترويج لأنشطتهم الدعوية علنا، فحاولت جمعية «الدعوة إلى الجنة» اتخاذ مدينة مونشنجلادباخ مركزا إشعاعيا لها، غير أن مظاهرات المواطنين ضد هذه المبادرة حالت دون ذلك، ليتم بعدها حل تلك الجمعية.
وتحول موقع «الدين الحق» على الإنترنت، والذى أطلق عام ٢٠٠٥، إلى منبر نشط للترويج للخطاب السلفي. لكن محاولات كسب أتباع جدد لم تعد تقتصر على العالم الافتراضى فى الإنترنت، ففى هذا العام بدأ السلفيون فى تنظيم لقاءات وتظاهرات فى الشوارع من أجل ذلك. وشدت حملة توزيع نسخ مترجمة للقرآن مجانا فى الشارع أنظار الرأى العام الألماني.
وتكون مثل هذه الحملات فى الغالب مدعمة من شخصيات أو قيادات ذات نفوذ فى صفوف السلفيين. ونظمت مجموعة من السلفيين العنيفين حملة عبر الإنترنت لمواجهة الحملات الانتخابية للحزب اليمينى المتطرف (برو إن إر دبليو) (من أجل ولاية نورد راين ويستفاليا). وقد حدثت فى مظاهرات عيد العمال العالمى فى الأول من مايو ٢٠١٢، مشاحنات تطورت إلى مواجهات بين سلفيين ومتطرفين يمينيين رفعوا رسوما للنبى محمد، وقد جُرح خلال تلك المواجهات ثلاثة من رجال الشرطة.
وفيما بعد نظم السلفيون أنفسهم عن طريق مواقع الإنترنت وللخروج فى مظاهرة جديدة ضد الحزب اليمينى المتطرف فى ٥ مايو من نفس العام. ورغم الخطط التى وضعتها الشرطة وكذلك النداء الذى وجهته العديد من الجمعيات الإسلامية بالتظاهر بشكل سلمي، إلا أن الوضع خرج عن نطاق السيطرة عندما رفع اليمينيون رسوما للنبى محمد مجددا، «فانفجر الوضع»، كما قال المتحدث باسم الشرطة. وحدثت مواجهات بين السلفيين واليمينيين المتطرفين. وتعرض رجال الشرطة للرمى بالحجارة من كلا الجانبين، كما أصيب أكثر من ٢٩ شخصا بجروح بالأسلحة البيضاء، وقد تم اعتقال أكثر من ١٠٠ شخص. وقد وصف أحد رجال الشرطة تلك المواجهات بالقول إنه لم ير مثلها منذ عشرين سنة فى مدينة بون.
هذا التوجه نحو العنف من قبل السلفيين صدم كلا من مجلس تنسيق الجمعيات والاتحادات الإسلامية فى ألمانيا، وكذلك وزارة الداخلية فى ولاية نودر راين ويستفاليا، التى حظرت رفع الرسوم الخاصة بالنبى محمد فى الفعاليات الانتخابية لليمينيين، منعا لحصول صدامات. لكن القضاء فى ولاية شمال الراين ويستفاليا يسمح للحزب بعرض تلك الصور. ويحذر العديد من خبراء فى شئون الجماعات السلفية من أن محاولتهم توظيف حملات الرسوم الكاريكاتورية التى يقوم بها اليمينيون المتطرفون لصالحهم بغية حشد دعم المزيد من المسلمين.
سفين لاو
من أكثر السلفيين شهرة وإثارة للجدل فى ألمانيا. وُلد لأسرة كاثوليكية. أمضى فترة مراهقته فى تدخين المخدرات وحياة اللهو، دون أن يكون لديه أى التزام ديني، ثم اعتنق الإسلام فى سن مبكرة وغيّر اسمه إلى «أبى آدم». يقبع فى السجن حالياً لاتهامات بدعم الإرهاب.
أسس سفين لاو منظمة «متطرفة» سنة ٢٠١٠ فى أعقاب حظر منظمته الأولى من قبل وزارة العدل بتهمة التحريض على الكراهية، لكن اعتقاله تم بعد تأسيسه «شرطة الشريعة»، التى وصفها رالف ييجر، وزير داخلية الراين الشمالى فيستفاليا، بأنها «حرب على الديمقراطية».
ألقت الشرطة الألمانية القبض على سفين لاو (أبو آدم) فى إبريل ٢٠١٥، بتهمة «التحضير لارتكاب جنايات خطيرة». وقالت النيابة العامة آنذاك، إنه تم اعتقال لاو فى منشنجلادباخ، وكان متنكرًا بهدف التخلص من رقابة الأمن، بتهمة جمع التبرعات للمتشددين، والعمل على تجنيد مقاتلين للقتال فى سوريا.
وسفين لاو من المتشددين المعروفين على مستوى ألمانيا، ولد لأسرة كاثوليكية متزمتة، وله تاريخ حافل فى مراهقته بتعاطى المخدرات. اعتنق الإسلام وهو فى سن ١٥ سنة، بينما كان يقضى دورة تدريب مهنية بغية إعداده ميكانيكيا، واختار اسم «أبو آدم» له فى نشاطه الإسلامي. وعمل قبل ذلك رجل إطفاء متطوعًا.
وكانت «شرطة الشريعة» القشة التى قصمت ظهر سفين لاو فى سبتمبر ٢٠١٤؛ إذ شكل لاو و٨ من أتباعه فرقة لبست ملابس برتقالية تشبه ملابس دوريات دائرة حفظ النظام، كتب عليها «شرطة الشريعة» فى مدينة فوبرتال، ونصحت الناس بنبذ الكحول والقمار والمراقص والحانات. كما وعظت المجموعة الناس فى حى فوبرتال- ألبرفيلد بضرورة اتباع «شريعة الله»؛ لأنها البديل الأفضل. وعمم لاو على الإنترنت صورة «شرطة الشريعة»، وكان كل أفراد المجموعة يديرون ظهورهم إلى الكاميرا عداه.