هل تعرف شركات الاتصالات عنك أكثر مما ينبغي؟

هل أصبح الهاتف النقال خطراً على خصوصياتنا، بل هل أصبح خطراً على حياتنا وحياة أولادنا، فالولع العصري بإبلاغ الآخرين بتحركاتنا ونزهاتنا ومغامراتنا اليومية قد يحمل مخاطر متعددة، كما أن الشركات المشغلة للهواتف المحمولة تعرف عنا أكثر مما ينبغي؟

يقف الكثيرون على بُعد خطوة واحدة من اختراق خصوصيات هواتفهم النقالة، وحصول آخرين على بياناتهم اليومية، بحسب ما أشار بعض النشطاء المهتمين بالخصوصية.

إذ توصلت التحقيقات التي أجرتها بعض مؤسسات بيانات الهاتف النقال إلى قيام شبكات الهواتف ومشغلي نقاط الاتصال اللاسلكية بالاحتفاظ ببيانات العملاء المتعلقة بتحركاتهم ونمط حياتهم اليومية. ويقوم البعض دون وعي بالموافقة على تتبع موقعهم على مدار اليوم، غير منتبهين لمدى حساسية هذه المعلومات وإمكانية بيعها.

وتتضمن المعلومات أيضاً ما يشير إلى جنس العملاء وتوجههم وديانتهم، بالإضافة إلى العديد من التفاصيل الحميمة التي قد تستخدم لابتزازهم.

ويميل المستخدمون لاختيار تتبع موقعهم، المشكلة أن مزوّد الخدمة يعرف أين أنت وإلى أين ستذهب دون أن تعرف أنت ذلك”.

و يحذر النشطاء من إمكانية استخدام قراصنة المعلومات والمجرمين لهذه المعلومات لاستهداف الأطفال حين ذهابهم للمدارس أو استهداف المنازل بعد رحيل أصحابها.

فرصة ذهبية للخاطفين

يقول وودوارد مؤسس Securious لخبراء أمن المعلومات أن هذه المعلومات ستبدو مثل غبار الذهب للمجرمين، إن وجدت طريقها للسوق السوداء. كما أضاف أن “المعلومات التي يحتفظ بها مقدمو الخدمة التي تتعلق بمواقع العملاء تسهم في تطوير مساحة خطرة للجرائم الإلكترونية، ما يوجب الاهتمام العاجل من قبل القائمين على هذه الصناعة وإلا سنواجه احتمال وقوع هذه المعلومات الحساسة في أيدي المختطفين وغيرهم”.

وأشارت الأبحاث التي قامت بها مجموعة “كراودثينك” إلى أن 93% من مستخدمي الهواتف الأوروبيين، قاموا بتفعيل خيار تتبع مواقعهم على مدار اليوم، ما يتيح لمقدمي خدمات الهاتف النقال الوصول لمواقعهم في أي وقت.

وبحسب ما يشير البحث، فإن هذه النتائج تعني أن المعلومات قد انتقلت من المساحات الإلكترونية للواقع، ممثلة أكثر أنواع التتبع خطورة.

كيف يمكن تتبعنا؟

كل ما يحتاجه الأمر هو استخدام مجموعتين من البيانات مجهولة المصدر ومقارنتها ببعض للحصول على هويات الناس الذين تم تتبعهم.

وبحسب جيم كيلوك، المدير التنفيذي لمجموعة الحقوق المفتوحة: “يحتاج مقدمو الخدمة للاحتفاظ ببياناتنا ليحاسبونا على الخدمات المقدمة، لكن هذا لا يعطيهم الحق في استخدام هذه البيانات بأي صورة أخرى دون موافقتنا، بل إن فعلهم لذلك يعني منعنا من الحفاظ على بياناتنا وما يتبع ذلك من مخاطر جمة”.

وتعتبر نقاط تقديم الخدمة اللاسلكية أيضاً نقاط تتبع محتملة، إذ إنها تقوم بتسجيل موقع المارين بها حتى إن لم يستخدموها.

كما أشار تحقيق منظمة “كراودثينك” إلى أن العديد من مقدمي الخدمات تستخدم نفس سياسة الخصوصية لكل من خدمات الهاتف النقال والخدمات اللاسلكية، ما يتيح لها نطاقاً أكبر من تتبع العملاء.

كيف تحمي نفسك؟

على الرغم من ذلك، يحق للعملاء الانسحاب من المواقع التي تستخدم بياناتهم لأغراض تسويقية، واعتماداً على قانون تنظيم حماية البيانات المرتقب، سيكون من حقهم المطالبة بحذف بياناتهم من هذه المواقع.

تحذر كروادثينك ومجموعة الحقوق المفتوحة مستخدمي الهواتف النقالة من استخدام الشبكات اللاسلكية في الخارج لتجنب الكشف عن هوياتهم، كما تحذر من إمكانية تتبع مواقعهم عن طريق الصور التي يشاركونها ومقاطع الفيديو وتحميل تطبيقات الهاتف النقال.

كما أكد كيلوك أهمية كون شركات الهاتف النقال أكثر شفافية ووضوحاً مع عملائها بشأن سياسات الخصوصية وكيفية تعاملها مع بياناتهم، وما المخاطر المترتبة على مشاركة أي نوع من البيانات مع طرف آخر، كما أضاف: “يجب أيضاً جعل العقود المتاحة في أماكن البيع أكثر وضوحاً وبساطة”.

.