مع التغير المناخي: هل ستقصر قامتنا أم تطول؟

مثل العديد من الحيوانات، يحتاج البشر إلى التأقلم مع المتغيرات المناخية المهمة التي تشهدها الكرة الأرضية. فكما تتطور جسم سابقا للتعايش مع المتغيرات التي واجهها، من المرجح أن نشهد تغييرات جديدة في السنوات المقبلة. لكن ماذا سيحصل تحديدا؟

فقد استخلص عالم الحفريات الإسكتلندي ستيف بروسات في حديث مع صحيفة “ذي غارديان” البريطانية أن الثدييات التي تعيش في المناطق الحارة تكون عادة أصغر حجما من تلك التي تعيش في المناطق الباردة.

لذلك يرى الباحث أن معدل طول البشر سيقل في المستقبل ليكونوا قادرين على التكيف مع ارتفاع درجات الحرارة تحت تأثير الاحتباس الحراري.

 وحول الأسباب التي تساعد الثدييات في التكيف مع الأجواء الحارة، يوضح بروسات أن “الأسباب ليست مفهومة بشكل كامل”، لكنه يعتقد أن الحيوانات الصغيرة تتمتع بمساحة أكبر بالنسبة لحجمها مقارنة بالحيوانات الضخمة، وهذا يساعدها على إخراج الحرارة الزائدة بشكل أسرع.

هذه النظرية تتطابق مع دراسة سابقة على البقايا البشرية في العام 2021، أكدت أن درجات الحرارة تؤثر بشكل مباشر في تغيير حجم قامة الإنسان، على مدى المليون سنة الماضية. من الواضح أن المناخ الحار يمكن أن يؤدي إلى تقلص الحجم، في حين أن المناخ البارد ينتج أجساما أكبر.

لكن المجتمع العلمي لديه آراء مختلفة ومتعارضة حول هذه النظرية. إذ لفت البروفيسور أدريان ليستر، من متحف التاريخ الطبيعي في لندن، إلى أن العلاقة التي أظهرتها دراسة البقايا البشرية الأخيرة ضعيفة، في حين أن الارتباطات القوية بين درجة الحرارة وحجم جسم الثدييات قد تكون غالبا بسبب توافر الغذاء والموارد. إلى ذلك، رأى ليستر أن الانتقاء الطبيعي لم يعد مسيطرا على البشر. فنحن اليوم نرتدي الملابس ولدينا وسائل التدفئة والمكيفات إذا كان الجو حارا جدا. لذلك لن يموت عدد كبير من البشر جراء الحر لتبدأ عملية الانتقاء الطبيعي.

.