كيف أساء مسلسل King The Land إلى العرب؟

قدّم صناع مسلسل King the Land (ملك الأرض) الكوري اعتذاراً رسمياً عن أحد المشاهد الذي اعتُبر مسيئاً للعرب، بعدما أثار حالة جدلٍ واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتُقد خلالها العمل وصنَّاعه.

صحيح أننا اعتدنا على الصورة النمطية التي تتبناها الكثير من الأفلام والمسلسلات الأجنبية عن الرجل العربي -والخليجي تحديداً- والتي تظهره مرتدياً الشماغ والجلباب، وغارقاً في الأموال التي يصرفها هنا وهناك.

لكن يبدو أن هذا التأطير النمطي للعرب لم يعد مقتصراً على الإنتاج الغربي، فقد انضمّ إليه اليوم الإنتاج الكوري ليجدّد الجدل حول هذا التنميط، وحول نتفيلكس التي لا تخرج من جدلٍ حتى تدخل في آخر.

تدور أحداث مسلسل King the Land (ملك الأرض) حول فتاةٍ ذكية تتميز بشخصية جذابة، تدعى تشون سا رانغ، ولكنها تعيش في ظروفٍ مادية صعبة مع عائلتها.

تصبح معروفة بلقب “ملكة الابتسامات والضيافة”، حين تبدأ بالعمل في فنادق The King التي يمتلكها الوريث جو وون، والذي يقع في حب الموظفة وتجمعه معها مواقف عدة في إطارٍ درامي رومانسي وكوميدي.

في الحلقة السابعة من مسلسل King The Land، وهو من إنتاجٍ كوري جنوبي، يظهر رجلٌ عربي ثري – يُدعى سمير- يرتدي الزيّ الخليجي (البشت والعقال) وسط مجموعةٍ من النساء في ملهى ليلي.

أما عن سبب وجوده في كوريا، فهدفه – بحسب المسلسل- إجراء مفاوضات لشراء طائراتٍ حربية. وبمجرد وصوله إلى الفندق، يحظى بترحيبٍ من العاملات في المكان.

يقع الأمير الثري سمير في فخ الإعجاب بتشون سا رانغ، ويدخل في مناوشات مع جو وون بسببها؛ لكن طريقة حديثه مع بطلة مسلسل ملك الأرض اعتُبرت مستفزة، لاسيما أنه صُوّر على أنه شخصٌ شهواني يقع في حب السيدات من النظرة الأولى.

هذه الصورة، التي ظهر بها الرجل العربي في مسلسل King The Land الكوري، أثارت استياءً واسعاً. وقد أطلق الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي حملةً جادة لمقاطعة المسلسل، والمطالبة بإيقاف عرضه، عبر إعطائه تقييماً سيئاً. 

وبالفعل، فإن هذه المطالبات بتخفيض تقييم مسلسل ملك الأرض انتشرت بشكلٍ واسع. وبعدما كان عالياً عبر منصة IMDd، تراجع بشكلٍ ملحوظ ليحظى بدرجة 1.8، وهو ما يُعتبر تقييماً سيئاً للغاية.

وعبر حسابها ردّت قناة JTBC Drama على إنستغرام، كتبت: “نود أن نعرب عن اعتذارنا الصادق للتسبب في إزعاجٍ غير ضروري لمشاهدينا، من دون مراعاة الثقافات الأخرى القيّمة، رغم أننا لم نعتزم تصوير أو تشويه أي بلد أو ثقافة معينة”.

وتابعت: “كان هناك نقص في الفهم والخبرة والاعتبار للثقافات الأخرى، وسنبذل قصارى جهدنا للمضي قدماً في تقديم محتوى يمكن لأي شخص الاستمتاع به”.

وختمت القناة بيانها، قائلاً: “سنلقي نظرة شاملة على الفيديو الذي تمّ اعتباره مشكلة، وسنبذل قصارى جهدنا للتأكد من اتخاذ الإجراءات الصحيحة. نعد مشاهدينا بأنه سيتم إيلاء المزيد من العناية حتى لا يسبب محتوانا أي إزعاج”.

.