شخصية العدد: الفنان محمد رشدي

احتل الفنان الشعبي الراحل محمد رشدي، مكانة كبيرة في الحياة الموسيقية المصرية والعربية، بفضل ما قدمه من أعمال غنائية ذات طابع شعبي، كما تناول في أغانيه معاني جديدة على هذا اللون من الغناء وقد لاقى كل ذلك قبولُا كبيرًا من الجمهور حقق له نجاحًا ساحقًا.

ولد محمد محمد عبد الرحمن الراجحى الشهير بـ محمد رشدى، في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وعاش طفولته فى رشيد، وكان يسكن بجانب مسجد سيدى إبراهيم الدسوقي، وكان يرفع الأذان به في عمر الـ9 سنوات، وبدأ الغناء في عمر الـ10 سنوات، بعد أن اصطحبه والده لمولد “الدسوقى” والموالد المجاورة لمدينة دسوق، حيث عشق غناء الإنشاد والمواويل.

أثناء مشاركة محمد رشدى في إحدى مباريات كرة القدم بالمدرسة، اصطدم بزميله فسقط على وجهه، لينفجر الدم من فمه، واكتشف رجال الإسعاف قطع لسانه، توسل والده لأربعة أطباء لإجراء عملية جراحية؛ لكنهم اعتذروا لخطورة الجراحة على حياة الطفل، حتى قبل أحد الأطباء الأجانب إجراء العملية شريطة أن يوقع الوالد على إقرار يخلي فيه مسئولية الطبيب في حالة وفاة الطفل، وبالفعل قبل الرجل التعهد، وخرج الولد حيًا بعد إجراء العملية الخطيرة، ولكن كُتب على محمد أن يعيش بـ نصف لسان بعد بتر جزء منه، وبعد مرور خمس سنوات استيقظ الأب على صوت ابنه يلفظ الكلمات بطريقة صحيحة.

استعانت الفنانة بديعة مصابني بـ محمد رشدى في رواية كليوباترا ليحصل على ٧ جنيهات، وفي أول أسبوع قررت بديعة رفع أجره لـ ١٩ جنيهًا، احترف رشدي الغناء في الحفلات حتى التقي بـ فائق زغلول ؛ والذي طلب منه الغناء في الإذاعة، ليحصل على أجر إضافي مقداره ١٧ جنيهًا، بعد أن خصصت له الإذاعة ١٥ دقيقة.

كوَّن محمد رشدي مع الشاعر عبدالرحمن الأبنودي والموسيقار بليغ حمدي ثلاثيا فنيا قدم عددا من الأغنيات النابعة من الفولكلور المصري الحقيقي والتي وضعت محمد رشدي كواحد من أشهر المطربين، وكانوا سببا فى انتشار الأغنية الشعبية وحققوا نجاحا مبهرا.

محمد رشدي، أستطاع أن يحقق لنفسه أسلوبًا متميزًا في الأداء عرف به وأصبح دالًا على شخصيته وقد غنى رشدي ألحانه وألحان كبار الملحنيين المصريين، كما غنى كلمات الشاعر الغنائي عبدالرحمن الأبنودي، وألحان بليغ حمدي، وكانت من أغنية «عدوية» من نتاج تعاونهم، والذي أكدت أسلوب رشدى، في الغناء الشعبي.

رشدي، غنى أكثر من 600 أغنية ما بين «العاطفي، والشعبي، والديني، والوطني»، منها «طاير يا هوا، عالرملة، عدوية، عرباوي، كعب الغزال، مغرم صبابة، ميتى أشوفك، وهيبة، يا عبدالله يا خويا سماح، يا ليلة ما جاني الغالي، مجاريح».

كما غنى رشدي، عددًا من الملاحم الشعبية في الإذاعة المصرية مثل «الميثاق، قصة فلاح، 6 أكتوبر، وقد اشترك محمد رشدي، في جميع الأعمال الغنائية الوطنية بعد انتصار أكتوبر عام 1973.

وكان للسينما نصيب من أعمال الفنان الراحل، فقد مثل عددًا من الأفلام السينمائية الغنائية التي لاقت فيها نجاحًا متزايدًا، حيث قدم في السيمنا ستة أفلام كبطل مطلق، إلى جانب الاشتراك في أفلام أخرى منها «جدعان حارتنا، حارة السقايين، ست بنات وعريس، عدوية، ورد وشوك، فرقة المرح».

وقد حصد محمد رشدي، العديد من الجوائز والأوسمة منها: «عشر جوائز في الإذاعة ودرع القوات المسلحة أكثر من مرة وميدالية طلعت حرب، ونال وسام الثقافة من رئيس الجمهورية التونسية».

وفي عام 1993، أصيب محمد رشدي، بنزيف ونقل على إثره إلى مستشفى «الأنجلو»، ودخل على إثرها إلى العناية المركزة، حتى تحسنت حالته وخرج من المستشفى، ولكنه ظل في صراع مع المرض وتدهورت حالته الصحية إلى أن رحل عن عالمنا يوم 2 مايو عام 2005.

.