شخصية العدد: الفنان فهد بلان

ولد فهد بلان عام 1933 في السويداء  وكان والده حمود من مشاهير القوة الجسدية والكرم ولكن بعد تفتت أسرة فهد بلان غادر مع والدته من قرية ملح. وعمل فهد بلان في كثير من الأعمال الجسدية، ومن أحد الأعمال أن عمل مرافق سائق باص من وإلى دمشق، اشترك في مسابقة فنية وادى أغنية الفنان الكبير فريد الأطرش في أغنية (تطلع يا قمر بالليل) ونجح بشكل كبير. بعد ذلك في دمشق تقدم إلى الإذاعة السورية وعمل في كورس الإذاعة إلى حين كانت أغنيته الأولى مع سحر (أه يا قليبي) وبعدها (أه يا غزال الربى) التي لحنت من قبل رجل غير موسيقي على إيقاع عزف من قبله على الطاولة.

تزوج من الفنانة مريم فخر الدين وكذلك من الفنانة اللبنانية صباح

تعرف فهد على الملحن الرائع والأب الموسيقي الحقيقي للظاهرة الفنية في الأغنية العربية والسورية عبد الفتاح سكر الذي لحن له مجموعة من الأغاني الشهيرة مثل “واشرح لها”، و”جس الطبيب”، و”لاركب حدك يالماتور”، و” تحت التفاحة”، و”يا عيني لا تدمعي”، و”هالأكحل العينين”، و”يا سالمة” و”يا ساحر العينين” و”يا بنات المكلا”. ويعتبر هو وراء نجومية المطرب فهد بلان وعلى هذا الموتور الفضائي أصبح فهد بلان صاروخاً فنية استطاع أن يصل النجومية بأسرع بكثير من سرعة الضوء. وأصبح أحد المطربين المميزين في سوريا وقدم في الاذاعة السورية الكثير من الاغاني ومن الجدير بالذكر أنه سافر إلى مصر يحمل بجعبته الفنية الأغاني التالية التي كانت مسجلة في اذاعة دمشق (الاذاعة السورية) :

الموتور، واشرح لها، أه يا قليبي، يا سالمة، ألفين سلام. حجزت صالات العرض في القاهرة لأسابيع مقدماً مع العلم بأن عمالقة الفن العربي كانوا جميعهم على قيد الحياة. حتى فترة قصيرة أصبح يعد أحد المطربين العشرة الأوائل في الوطن العربي.

وهو الفنان الذي أغنى الساحة العربية عموماً والسورية خصوصاً بإرث فني ثمين فكان مدرسة في عالم الغناء لا يمكن أن تغيب عن متذوقي الفن الأصيل.

واكتسب فهد بلان من والده الميل إلى الموسيقى والغناء الذي بدأه هاوياً في الأعراس والمناسبات حتى عام 1957 حيث انطلق إلى دمشق وعمل في كورس الإذاعة مردداً ونجح في مسابقتها بأدائه لأغنية شعبية من تراث جبل العرب.

وقال الباحث الموسيقي معين العماطوري إن فهد بلان أثناء وجوده في كورس الإذاعة الذي كان يرأسه الملحن عبد الفتاح سكر تعرف على الملحن سهيل عرفة فلحن له أغنية بعنوان يا بطل الأحرار عام 1958 احتفاءً بالوحدة العربية بين سورية ومصر.

في تلك الفترة حقق حضوراً كبيراً بأغانٍ عديدة منها أنا صياد وشارد بالبراري للملحن اللبناني نور الملاح.

كما مثل مجموعة أفلام مع نخبة من نجوم السينما العربية آنذاك وخاصة مريم فخر الدين في فيلم فرسان الغرام الذي تحول إلى غرام حقيقي بزواجه منها وكذلك مع المطربة صباح في فيلمي عقد اللولو وأين حبي وحبيبة الكل ومع المطربة نجاح في يا سلام على الحب.

ودخلت حياة فهد بلان منعطفاً جديداً عام 1964 عندما انتقل إلى القاهرة عاصمة الفن والتقى فيها خلال تسع سنوات تعتبر من أهم سنوات حياته الفنية بالعديد من عمالقة الفن العربي مثل فريد الأطرش وبليغ حمدي الذي لحن له أغاني عديدة منها على كفي ، بحر الهوى ، ومحمود شريف أغنية القدس والمسجد الأقصى وخالد الأمير الأغنية الشهيرة ركبنا على الحصان إضافة لظهوره بعدة أفلام سينمائية.

ومن أبرز الشهادات التي قيلت بـ فهد بلان في تلك المرحلة ما قاله الشيخ سيد مكاوي أنت تعطي فهد اللحن شجرة عارية فتسمع منه اللحن مزهواً بأجمل الأزهار، وكذلك ما قالته سيدة الغناء العربي أم كلثوم فهد بلان لون جديد وأداء جديد ومغنى جديد في الغناء العربي.

وفي منتصف السبعينيات من القرن الماضي عاد فهد بلان إلى وطنه سورية ليمضي بقية حياته ورحلته الفنية حيث أسس فرع المنطقة الجنوبية لنقابة الفنانين .

كان سعدو الذيب كاتباً وملحنا لكوكبة من أغانيه أشهرها يوم على يوم لو طالت الفرقة وغالي علينا يا جبل ،كما لحن له ، رياض البندك أغنية سورية الدرب للوحدة العربية وظهر بأغانٍ وطنية حملت معها حبه وعشقه لوطنه منها ، تهانينا يا عربي من ألحان رفيق شكري ويا رب تبارك سورية للملحن إيلي شويري، و فارس التصحيح وغيرها الكثير.

وفي صباح يوم الأربعاء الموافق 24/12/1997 رحل فهد بلان إثر نزيف دماغي حاد وبرحيله فقدت الساحة الفنية السورية والعربية أحد أهم أركانها.

.