“ريش” يحصد جائزة بمهرجان كان

حصد الفيلم المصري “ريش” للمخرج عمر الزهيري الجائزة الكبرى في مسابقة أسبوع النقاد الرسمية بالنسخة الرابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي.

يدخل الفيلم في إطار السينما الواقعية الحديثة المغرقة في واقعيتها حيث تظهر الكاميرا كافة تفاصيل الحياة التي يعيشها أبطال الفيلم، بيد أن مخرجه قرر الدخول لعالم الواقعية من خلال الفانتازيا والخيال المتمثل في القصة غير المسبوقة لعائل أسرة فقيرة يقرر إقامة حفل عيد ميلاد ولده البكر (خمس سنوات) ويحضر ساحرًا ليحيي الحفل ببعض الألعاب السحرية. في إحدى هذه الألعاب يدخل الأب في صندوق خشبي ليخرج منه دجاجة، وفي المشهد المعكوس حيث يعيد الساحر الدجاجة للصندوق من أجل إخراج الأب تحدث المفاجأة ولا يخرج الأب أبدا من الصندوق.

يمتلئ الفيلم بالمفارقات والرموز والرسائل المبطنة… يكاد يكون الفيلم صامتا فالحوار أفسح مجالا كبيرا للصورة التي كانت تتحدث عن نفسها، ولم يلجأ إليه المخرج إلا في المشاهد التي كان من الضروري أن يجري بها الحديث بين الممثلين.

المفارقة الأولى تتمثل في الأم المسكينة التي لم تعرف العالم المحيط بها إلا من خلال زوجها، لكنها تقرر العيش مع الدجاجة بوصفها زوجها وتعمل المستحيل من أجل إعادته لوضعه الطبيعي سالكة في ذلك كل السبل حتى ولو كانت بإتباع طرق السحر والشعوذة والدجل.

لا نجد ولو مشهدا واحدا في الفيلم يدل على أي مظهر من مظاهر الحداثة.

الأمر الآخر اللافت للنظر في هذا الفيلم هو الغياب الكامل للموسيقى التصويرية، فالموسيقى في الفيلم لا تخرج إلا من بوق كاسيت السيارة أو جهاز التلفاز الذي لا يعرض إلا أفلام الكارتون والمشاهد الأجنبية الراقصة لفتيات شبه عاريات.

.