حواء والموضة

الموضة واقع اجتماعي يُفرض مع تحوّلات المجتمع، تتبدّل وتتجدّد باستمرار لمواكبة تغيّرات العصر كطبيعة الحياة وإيقاعها، إضافة الى النشاطات المختلفة وتنوّع ميادين العمل وثقافة كلّ مجتمع بما تتضمّن من قيم ومفاهيم .. وهذا يعني أن الموضة من الرموز الدالّة على الجمال والذوق الفرديّ، وإشارة إلى قبول الإنسان لجسده أو رفضه، لذا تحوّلت إلى تيّار فلسفيّ ونفسيّ.

تتبَع الموضة مع أنها لا تليق بها!

بما أن الموضة ليست تصميماً واحداً صادراً عن مختلف دور الأزياء، وباستطاعة المرأة اختيار ما يناسبها ويبرز مواطن الجمال فيها، فمن الطبيعيّ ردّ أسباب اتّباع الموضة غير المتجانسة إمّا إلى الرغبة في التحرّر من التقاليد، أو شعور المرأة بالسأم، فتعمد إلى التغيير كنوع من تجربة جديدة، أو محاولة إثبات الذات، أو لتؤكّد على انسجامها مع جسدها وإن كان مليئاً بالعيوب والشوائب، وذلك بهدف تحويل الأنظار إلى فكرها أو نضجها أو جماليّة روحها، أو لمجرّد التعبيرعن حداثتها ومجاراتها للموضة.

قولي لي ماذا ترتدين أقول لكِ من أنت..

يرى علم النفس أنّ الملابس تساهم بشكل كبير في تطوّر الشخصية بشكل إيجابي كونها شديدة الصلة بالإنسان وتؤثّر إلى حدّ كبير في نفسيته، لأنها تزيده ثقة بنفسه وترضي غروره ورغبته في الانتماء إلى غير طبقته الاجتماعية. كذلك يُعتبر الشكل الخارجي أفضل معبّر عن شخصية الفرد، وهذا ما يرمي إليه المثل القائل (قل لي ماذا ترتدي أقل لك من أنت) وفي هذا إشارة ليس فقط إلى اتّباع الموضة الموسميّة، بل إلى الذوق الفرديّ في اختيار الملابس التي تتناسب وشخصيّة الفرد وشكل جسمه بحيث يستطيع إبراز مكامن الجمال فيه وإخفاء بعض العيوب وبما أنّ الفرد مفطور على التجدّد والتغيير أصبحت الموضة متنفّساً ليتخلّص من الملل والسأم ما يساهم، بشكل أو بآخر، بإحداث بعض التوازن النفسيّ.

إقبالك على التقليعات والصرعات

لهذا الإقبال تفسيرات متعدّدة منها تقليد المشاهير لحاجتهم إلى نموذج يحاكونه ما يعكس صراعهم مع ذواتهم ومع محيطهم؛ أو معاناتهم الإحباط الذي يدفعهم للخروج من شرنقته بالانشغال بالمظهر الخارجيّ واعتماد النافر والخارج عن المألوف لنسيان مرارة الواقع، أو رغبتهم في التميّز لافتقادهم إلى المجالات لتحقيق هذه الرغبات؛ أو التمرّد على التقاليد والقيم السائدة لإثبات الذات فيكون الإقبال على الصرعات والتقليعات وجهاً من أوجه هذا التمرّد.

علم النفس وعلاقة المرأة بالموضة

يعطي علم النفس تفسيرات مختلفة لهذه العلاقة منها:

ـ الموضة توفّر للمرأة التي تشعر بعقدة نقص مجال التخلّص منها من خلال اقتنائها العديد من الملابس وإن كانت بكلفة بسيطة، إذ إن مجرّد التغيير اليومي يعطي عنها الانطباع الذي تريده لتتخطّى عقدتها.

– عامل الغيرة الشائع عامة بين بعض النساء في الشراء والأناقة، إشارة إلى عقدة نقص واقع المرأة التربويّ الذي يربط بين الأنوثة شكلاً ومضموناً وبين الجمال والإغواء لتكوين علاقة مع الرجل على أساس إغرائه لامتلاكه.

ـ يَعتبر الرجل أن المرأة التي تجيد اختيار ثيابها امرأة عصريّة منفتحة، تتقن لغة الجسد والإغراء وحبّ الظهور لأسباب نفسية مختلفة.

ـ تأثير وسائل الإعلام يؤدّي إلى تشبّع الذاكرة بهذه الصور عن الجمال والأناقة .

أخطاء تقوم بها السيدات أثناء سعيهنّ لمواكبة الموضة:

– ارتداء ملابس موحّدة اللون ما يفسد أناقتها لذا يجب الخلط بين الألوان، وإضافة الأكسسوارات.

– الكثير من الألوان تؤدي إلى إفساد الأناقة ، لذا لا يجب ان يزيد الأمر عن ثلاثة ألوان.

– تطبيق الماكياج أو تعديله في أي مكان أمام الجميع، رغم وجود أماكن كالحمّامات.

– ألوان الشعر الغريبة التي قد تجعل شكله سخيفاً، لذلك يجب الاهتمام بلون الشعر بشكل يلائم الوجه والمناسبة.

ـ ارتداء الأحذية غير المريحة ، فالأناقة يجب أن تسير مع الراحة حتى لا تسبّب احمراراً وأضراراً في القدم.

ـ ارتداء ملابس تشبه الملابس التي ترتديها النجمات، بدلاً من محاولة اختيار الملابس التي تساعد على إخفائها.

ـ سوء تركيب الملابس، فاختاري الملابس الملائمة لمقاسكِ أو الأكبر من مقاسك برقم أو اثنين.

.