حزب “البديل” المتطرف يواجه مصاعب بعد سنة على دخوله إلى البرلمان الاتحادي

.

بعد عام على دخوله اللافت الى البرلمان، يواجه اليمين الألماني المتطرف حاليا مصاعب كبيرة، بعد الإشتباه بتورط مسؤولين فيه بعمليات إختلاس، وإثر اقتراب مغادرة المستشارة أنغيلا ميركل التي بنى شعبيته على مهاجمة سياساتها.

بعد خمسة أعوام على تأسيسه، حقق حزب البديل لألمانيا فوزا في مقاطعة هيسن، ليكرس دخوله الكبير الى الساحة السياسية الألمانية. فقد حصل في انتخابات هذه المقاطعة على 13% من الأصوات، ودخل برلمانها بعد أن كانت المقاطعة الوحيدة بين مقاطعات البلاد الـ 16 التي لم يكن قد تمثل في برلمانها.

وكان دخل في أيلول/سبتمبر 2017 البرلمان الاتحادي ليحقق سابقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

إلا أن المصاعب لاحقت هذا الحزب القومي منذ تلك الفترة، وتوقفت شعبيته عند 15%، في حين كان الخضر المؤيدون للمشروع الأوروبي في البلاد يتقدمون ليصبحوا القوة الثانية بنسبة 20%.

وأهم أسباب هذا التعثر، كشف معلومات عن اختلاسات تمت عبر بلدان أجنبية قام بها مسؤولون في هذا الحزب، مع أنه كان جعل التنديد بفساد الطبقة السياسية التقليدية أبرز شعارات حملته الانتخابية.

في قلب هذه الفضيحة، أليس فيدل، القيادية في الحزب المتهمة بتلقي هبة من مقاول سويسري. وبعد أن كانت نفت بشكل كامل هذه التهمة، عادت وأقرت بارتكاب “أخطاء”، وأعلنت عزمها على مغادرة سويسرا حيث كانت تقيم، رغم انتقادات حزبها لهذا الأمر.

وتساءلت صحيفة تاغسشبيغل د “ماذا سيحصل لحزب البديل لألمانيا من دون أنغيلا ميركل؟”.

وأضافت الصحيفة “إن انتهاء عصر ميركل ليس بالخبر السعيد للحزب”، لأن المستشارة “كانت الهدف المفضل لهجماته والموضوع المفضل لتعبئة أنصاره”، خصوصا بعد دخول أكثر من مليون طالب لجوء البلاد عام 2015.

وبعد أن كان شعار الحزب الأساسي “لا بد من رحيل ميركل”، بات عليه اليوم أن يبحث عن شعارات أخرى لتعبئة المؤيدين.

 التنافس على اليمين

وقالت باحثة في  مؤسسة “جرمان مارشال فاند” أنه في حال مال الحزب الديمقراطي المسيحي أكثر الى اليمين “لا بد أن يفقد حزب البديل لألمانيا قسما من ناخبيه”، مضيفا أن الحزب اليميني المتطرف تمكن حتى في السابق من جذب قسم من ناخبي الحزب الاشتراكي الديمقراطي الغاضبين من سياسة حزبهم.

وسيجد حزب البديل لألمانيا في هذه الحالة نفسه في موقف حرج، بين أن ينتهج سياسة يمينية متطرفة جدا لتمييز نفسه عن الحزب الديمقراطي المسيحي، أو أن يسعى للدخول في اللعبة السياسية عبر السعي لعقد تحالفات مع الحزب الديمقراطي المسيحي.

ويبدو أن الحزب اليميني المتطرف يعاني من تجاذبات عدة في صفوفه. فهناك الجناح المتطرف جدا القريب من أوساط النازيين الجدد، وهناك الجناح الأقل تطرفا، والتجاذب بينهما غير معروف النتائج بعد.

ووجدت قيادة حزب البديل لألمانيا نفسها قبل أيام مضطرة الى التدخل للجم منظمة الحزب الشبابية بعد أن رفعت شعارات عنصرية وأخرى تدعو الى العنف.

كما يخشى حزب البديل لألمانيا أن يصبح هدفا لأجهزة الاستخبارات فتقوم بمراقبة نشاطاته، مع العلم أن هذه الأجهزة لا تعمل عادة إلا على مواجهة المجموعات التي تعتبر أنها تشكل خطرا على الدولة.