تقرير: مع تصاعد التطرف اليميني.. تتزايد العنصرية ضدّ الأقليات

أظهر تقرير صدر عن “المجلس المركزي للسنتي والروما الألمانيين” وجودَ تمييز واسع النطاق ضد أقليتَي “الروما” (الغجر) و”السنتي” في ألمانيا خلال العام الماضي.

وحذّر المجلس، الذي يرصد العنصرية ضد هاتين المجموعتين العرقيتين في ألمانيا، من أن يساهم تزايد القومية والتطرف اليميني في العنف ضد الأقليات  في هذا البلد الأوروبي، بحسب ما أفادت وكالة “أسوشييتد برس”.

وشكّلت حالات التمييز والتصوير النمطي اللفظي القسم الأكبر من أصل 621 حادثةً مسجّلة. كما رُصدت 11 حالة تهديد، و17 حالة هجوم، وحالةٌ واحدة من “العنف الشديد”، وفق ما قال المجلس.

وأشار تقرير المجلس أيضاً إلى أنّ نحو نصف حالات التمييز المسجّلة حدثت “على المستوى المؤسسي”، ما يعني أنّ أفراد الأقليتين تعرّضوا للتمييز من جانب موظفي مؤسسات الدولة، مثل الشرطة أو مكاتب رعاية الشباب أو مراكز العمل أو البلديات المسؤولة عن إيواء اللاجئين.

ورجّح المجلس أن تكون العنصرية ضد “الروما” و”السنتي” أعلى بكثير، نظراً لوجود الكثير من الحالات التي لم يتم الإبلاغ عنها.

وجاء في التقرير أنّ “الروما” الفارّين من أوكرانيا تأثّروا بصورة أكبر بالتمييز.

وأكد رئيس المجلس للصحافيين في العاصمة برلين أنّ التقرير “يظهر بوضوح مخاطر تزايد النزعة القومية والتطرف اليميني، ما يؤدي مرةً أخرى إلى العدوان والعنف ضد السنتي والروما وأقليات أخرى”.

وفي وقت سابق من هذا العام، وقعت حالةٌ من العنف الشديد في ولاية سارلاند غربي ألمانيا، عندما أهان أشخاصٌ أفراداً من أقلية الغجر مع إظهار العداء ضدّهم، ثم أطلقوا النار عليهم بسلاح هواء مضغوط، ما أدى إلى إصابة عدة أشخاص، وفق مكتب تقارير مكافحة معاداة “الروما”.

يُذكر أنّ “الروما” و”السنتي” هما أقليتان معترفٌ بهما في ألمانيا. ويعيش نحو 60 ألفاً من “السنتي” و10 آلاف من “الروما” في ألمانيا، وفقاً للوكالة الفيدرالية الألمانية للتعليم المدني. والعنصرية ضدّ  هاتين الأقليتين ليست أمراً جديداً، فخلال حكم الرايخ الثالث في ألمانيا (1933 – 1945)، اضطهد النازيون وقتلوا ما يُقدَّر بنحو نصف مليون شخص من “السنتي” و”الروما” الأوروبيين.