تزايد معاداة اليهود في أوروبا

 

سلطان ابراهيم

 

من المسائل التي تؤرق الساسة الأوروبيين تفاقم مشاعر كراهية اليهود في أوروبا في السنوات الماضية مع ظهور الأحزاب الشعبوية أو القومية من جديد على الساحة السياسية، حيث تمثلت في سيل من الاعتداءات على اليهود ومراكزهم في أغلب بلدان أوروبا وأكبرها كألمانيا، حيث ألقت المستشارة ميريكل خطابا بمناسبة الذكرى 75 لاندلاع الحرب العالمية الثانية تعهدت فيه بالوقوف ضد معاداة السامية.

 

وقد عبرت تشارلوت نوبولوتش رئيسة مجلس الجالية اليهودية في ميونخ عن هذه الكراهية لليهود (بما تحمله من تهديدات عبر الإنترنت وهجمات فعلية على الأرض جعلت حياتهم غير ممكنة دون حماية الشرطة ما جعل ظاهرة معاداة السامية ظاهرة شائعة في المدينة) حتى أن المجلس المركزي لليهود في ألمانيا طلب من اليهود فيها عدم وضع القلنسوة على رؤوسهم حتى لا يتعرضون للإساءة والسخرية. ولإيرلندا مواقفها المؤيدة للقضية الفلسطينية حتى انها طالبت الاتحاد الأوروبي بمقاطعة منتجات المستوطنات الصهيونية المقامة على الأراضي الفلسطينية والذي يعني أن مشاعر معاداة السامية في إيرلندا لا تقتصر على المستوى الشعبي فحسب بل الرسمي على خلاف الدولة الألمانية. وفي اليونان يشعر اليهود فيها بالقلق وبناء على قول رئيس مؤتمر الجاليات اليهودية في اليونان بنيامين إلبلاس (يجب الأخذ بالحسبان نتائج الانتخابات ويبدو أن مواطنين كثيرين قد نسوا المحرقة).

 

ويخشى سايمون جونسون المدير العام لمجلس قيادة اليهود في بريطانيا (من تفاقم الشكوك من قبل الأحزاب الشعبوية حول نجاعة فكرة الاتحاد الأوروبي وهو ما يزيد شعور عدم التسامح حيال اليهود والتي تتطلب اهتماما واسعا).

 

وتعتبر هنغاريا رائدة في تنامي قوة اليمين المتطرف منذ سنوات والمتمثل بحزب (يوبيك) النازي الذي لا يخفي معاداته للسامية وقد حذر من خطورة تشكيك (يوبيك) بفكرة الاتحاد الأوروبي أندراس هايزلر رئيس اتحاد اليهود في هنغاريا. وفي النمسا تم تسجيل عدد قياسي من حوادث معاداة السامية من تهديدات لفظية وإلكترونية إلى اعتداءات مباشرة.

 

وتعود مشاعر القلق لدى الكيان الصهيوني من معاداة السامية في النمسا مع دخول حزب الحرية اليميني المتطرف على الساحة السياسية منذ الائتلاف الحكومي عام 2000.

 

وفي فرنسا بررت (الوكالة اليهودية من أجل إسرائيل) تزايد أعداد يهود فرنسا المهاجرين إلى الكيان الصهيوني في السنوات القليلة الماضية إلى تصاعد الموجة المناهضة للسامية في فرنسا.

 

وإزاء ظاهرة معاداة السامية في أوروبا ينشط (الكونغرس اليهودي الإسرائيلي) الذي يعمل في تل أبيب من أجل الدفاع عن اليهود في أوروبا ضد المعادين للسامية وتوطيد علاقته بهم من منطلق أنه الوصي على يهود العالم.

 

وبينما تتنامى ظاهرة معاداة السامية في أوروبا لأسباب قومية أو شعبوية أو دينية أو ردة فعل من قبل المثقفين الأوروبيين أو العامة والمدافعين عن حقوق الإنسان ضد السياسة الصهيونية المتوحشة والمتحدية للقوانين الدولية في فلسطين المحتلة تنتشر في أجوائنا العربية هذه الأيام إرهاصات وتباشير التقارب مع الكيان الصهيوني مع أن العرب وهم في صراع وجود معه أولى بمعاداته من الأوروبيين.