برلين تفشل بمنع حفل لفنان عالمي متضامن مع فلسطين

فشلت السلطات الألمانية في منع الفنان العالمي المتضامن مع فلسطين “روجر ووترز” مؤسس فرقة “بينك فلويد العالميّة”، من إحياء حفلاته في عدة مدن ألمانية، بعد اتهامه بـ “معاداة الساميّة” وشنّ حملة إعلامية ضده لموقفه من الاحتلال “الإسرائيلي.”

وكانت منظمات صهيونية في ألمانيا، قد شنت حملة منذ آذار/ مارس الماضي، ضد إقامة الفنان “ووترز” لعدد من الحفلات في شهر أيار/ مايو، من ضمنها حفلتان مقررتان يوم 17 في برلين و21 في ميونخ.

وأحيا الفنان حفله في برلين، الذي حضره أكثر من 10 آلاف شخص، كما تمكن قبل ذلك من إحياء حفل في فرانكفورت، فيما حضر الآلاف حفله في مدينة ميونخ من المدن.

وقاد رئيس “المجلس المركزي لليهود في ألمانيا” أبراهام ليرر، حملة تعبئة استطاع خلالها حشد 4 آلاف شخص، إضافة إلى تحركات لما تسمى بـ ” جمعية الصداقة الألمانية الإسرائيلية” لمنع إقامة حفلات الفنان البريطاني، نظراً لتضامنه مع القضية الفلسطينية وحركة مقاطعة “إسرائيل” “BDS”.

واستطاع الفنان، كسب دعوة قانونية رفعها ضد إلغاء حفلاته التي جرى الاتفاق عليها تعاقدياً، نظراً لكون التحركات ضدّه غير دستورية، حسبما أوضح في تصريح صحفي له، ونفى تهمة “معاداة الساميّة” التي تطلقها الجهات الصهيونية ضد المتضامنين مع فلسطين.

وأرجع الصحفي الألماني والخبير فيما يسمى “معاداة السامية الحديثة” أليكس فيورهيرت، سبب نجاح الفنان البريطاني العالمي “ووترز” في التغلب على التحركات الرامية إلى إلغاء حفلاته، لما اعتبره ” ضعف المعارضة لمعاداة الساميّة في ألمانيا.”

وبيّن في مقال له بعنوان “لا مكان لمعاداة السامية”، أن الفوز القانوني للفنان “روجر ووترز” سببه ضعف المنظمات الصديقة لـ “إسرائيل” في ألمانيا، في حشد المعارضة له باعتباره نصيراً لحركة المقاطعة “BDS.”

وأشار الصحفي إلى تضاؤل الإقبال على الاحتجاجات المؤيدة لـ “إسرائيل” في ألمانيا، بالمقارنة بالتي تنطلق لمقاطعتها، رغم وجود أكبر مجتمع إقليمي يهودي في ألمانيا، بلغ عدد أعضائه عام 2021 أكثر من 8000 يهودي.

وكان الفنان البريطاني العالمي البالغ من العمر (79 عاماً) الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى العديد من الأجيال حول العالم، قد أطلق حملة للاحتجاج على قتل “إسرائيل” للأطفال، خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزّة في أيار/ مايو.

ونشر الفنان بتاريخ 11 أيار/ مايو في خضم العدوان على غزّة، صورة الطفلة الشهيدة هاجر البهتيني التي قتلها الاحتلال في غارة جوية على منزل عائلتها، وكتب:”توقف عن قتل الأطفال. في الصورة هاجر البهتيني هي واحدة من الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في الليلة السابقة الماضية، يجب إنهاء اضطهاد الفلسطينيين.”

واعتبر “ووترز” أنّ المضايقات الألمانية له ” لا تساوي حتى لدغة بعوضة” ودحض الاتهامات له بـ “معاداة الساميّة” لتأييده حركة المقاطعة وقال:” أنا لست معاديا للسامية والقضية في فلسطين ليست معقدة، فهناك انتهاك للقانون الدولي، وفصل عنصري، وبناء للمستوطنات، وتطهير عرقي للسكان الأصليين غير اليهود.”

وحول حركة المقاطعة “BDS” قال روجر ووترز، إنها ليست معاداة للسامية، بل”هي تعزيز حقوق الإنسان المتساوية لجميع الشعوب الواقعة بين نهر الأردن والبحر. الكل، في هذه الحالة، يعني الأعراق كلها، الأديان كلها، كلهم متساوون. هذا ليس معقدا. يمكن لطفل يبلغ من العمر أربع سنوات أن يفهم ذلك.” حسما عبّر.

يذكر أنّ روجر ووترز مؤسس فرقة “بينك فلويد العالميّة”، ويصنف من بين أغنى 10 عازفين غيتار في العالم، وكان قد ترجم قصيدة محمود درويش “انتظرها” إلى اللغة الإنكليزيّة عام 2017، وقدمها كأغنية عالميّة.

.