الحزب المسيحي الديمقراطي يتجه نحو عزل المسلمين

أعلن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا رفضه الشديد لصياغة جديدة لفقرة مثيرة للجدل بشأن المسلمين في مسودة البرنامج الأساسي للحزب المسيحي الديمقراطي.

وقال رئيس المجلس أيمن مزيك في تصريحات لصحف شبكة “دويتشلاند” الإعلامية: “هذه محاولة أخرى من الحزب المسيحي الديمقراطي للاصطياد في المياه العكرة بغرض وصم المسلمين… تبني صياغة تُخاطب جميع الرؤى العالمية والمجتمعات الدينية كانت ستصبح مقبولة إن وجدت، بدلا من استهداف واحدة على وجه الخصوص وتصنيفها بشكل سلبي”، مضيفا أن هذا النهج الانتقائي يخدم تأجيج “الاستياء والقوالب النمطية المعادية للمسلمين، وينأى عن النقاش الأوسع حول ما يسمى بالثقافة الرائدة”.

وقام الحزب المسيحي الديمقراطي بتغيير الصياغة المثيرة للجدل بشأن المسلمين في مسودة برنامجه الأساسي الجديد. وفي الأصل تضمنت مسودة البرنامج العنوان الفرعي التالي: “المسلمون الذين يشاركوننا قيمنا ينتمون إلى ألمانيا”، ثم تم تعديله إلى: “المسلمون جزء من التنوع الديني في ألمانيا ومجتمعنا”، ثم تم إدراج هذه العبارة في الفقرة التالية للعنوان: “الإسلام الذي لا يشاركنا قيمنا ويرفض مجتمعنا الحر لا ينتمي إلى ألمانيا”.

ويرى زعيم الحزب المسيحي الديمقراطي الألماني -فريدريش ميرتس- أن الجدل الداخلي في حزبه حول كيفية “التعامل مع المسلمين” لم ينتهِ بعد، وقال زعيم أكبر حزب معارض في ألمانيا في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): “لدينا في ألمانيا مشكلات خطيرة مع الإسلام السياسي والمسلمين المتطرفين – وهذا أمر لا يمكن إنكاره بجدية”، مضيفا أنه يوجد في ألمانيا فصل واضح بين الدولة والدين، “وهو ما لا يريد بعض المسلمين في ألمانيا قبوله. بالنسبة لهم الشريعة فوق الدستور”، موضحا أن حزبه يعارض هذا الرأي بشدة، وذلك أيضا للحد من الاستقطاب في المجتمع، وقال: “لن نترك هذا النقاش لآخرين”.

ومن المخطط إقرار البرنامج الأساسي للحزب خلال مؤتمر عام في برلين في مايو / أيار 2024.وفي الشهر الماضي قام الحزب المسيحي الديمقراطي بتغيير صياغة عن المسلمين في مسودة برنامجه الأساسي الجديد. وفي الأصل تضمنت مسودة البرنامج العنوان الفرعي التالي: “المسلمون الذين يشاركوننا قيمنا ينتمون إلى ألمانيا”، ثم تم تعديله الآن إلى: “المسلمون جزء من التنوع الديني في ألمانيا ومجتمعنا”، ثم تم إدراج هذه العبارة في الفقرة التالية للعنوان: “الإسلام الذي لا يشاركنا قيمنا ويرفض مجتمعنا الحر لا ينتمي إلى ألمانيا”.

وقال ميرتس: “يوجد الآن مقترح نصي للمؤتمر العام للحزب. أفترض أننا سنجري مناقشات حول هذا الأمر [التعامل مع المسلمين] مجددا خلال المؤتمر العام للحزب، لكن هذا أمر جيد وصحيح، لأنه يتعين علينا الانتهاء من هذه المسألة، فنحن لدينا في ألمانيا مشكلة مع هذا الموضوع”. ولا يقبل ميرتس إشارات بأن حزبه أثار جدلا حول هذه القضية مجددا دون  داعٍ، وقال: “هذا الجدل يحدث باستمرار في الرأي العام، وبالطبع يحدث على خلفية التجاوزات المعادية للسامية التي وقعت العام الماضي بعد 7 أكتوبر / تشرين الأول بقوة جديدة للأسف أيضا في مدن ألمانية”، مضيفا أنه يتعين على الحزب المسيحي الديمقراطي لذلك أن يقدم في برنامجه الأساسي الجديد إجابة للسؤال حول كيفية التعامل مع الملايين العديدة من المسلمين في ألمانيا.

قال ميرتس: “من ناحية كان من المهم بالنسبة لنا أن نصدر بيانا واضحا وإيجابيا، حيث إن الغالبية العظمى من المسلمين هنا يعيشون كجزء من مجتمعنا في ألمانيا دون أي مشكلات، وبعضهم من الجيل الثالث والرابع [من المهاجرين]”، مضيفا في المقابل أنه من المهم أيضا الإشارة إلى أننا “نتوقع من جميع الأفراد في ألمانيا، بمن فيهم المسلمون، الالتزام بنظام القيم في دستورنا ومجتمعنا”.

ويرى ميرتس أيضا أن هذا الجدل جزء من التضامن مع إسرائيل، وقال: “الحياة اليهودية جزء من ألمانيا ويجب حمايتها أكثر من أي وقت مضى، وهو أمر يثقلنا حقا، لكن يجب القيام بذلك. ونحن نعلم أن العديد من المسلمين أيضا ينكرون حق إسرائيل في الوجود”، موضحا في الوقت نفسه أنه يرى أيضا أن الحياة الإسلامية جزء من ألمانيا أيضا، وقال: “لا شك في ذلك”، مشيرا في المقابل إلى أن التعايش يتم في إطار “نظامنا الدستوري ونظام قيمنا ودولتنا”، موضحا أن “القواعد تضعها الدولة وليس الطوائف الدينية”.

وتمت الموافقة على الصيغة الجديدة من قبل لجنة مختصة بالنظر في المقترحات. وكانت الصيغة الأصلية أثارت بالفعل انتقادات شديدة.

ويرى مراقبون أن المسودة الجديدة تعكس المسار المختلف الذي يريده رئيس الحزب الحالي فريدريش ميرتس الذي فشل في السابق ثلاث مرات بالوصول إلى المنصب أمام منافسة المستشارة السابقة أنغيلا ميركل.