كيف تحل مشاكلك مع شريكك دون أن ترتكب أخطاء أكبر؟
.
كيف تحل مشاكلك مع شريكك دون أن ترتكب أخطاء وحماقات تزيد من حدة المشكلة؟ بالتواصل الجيد. نعم، إجابة صحيحة، لكن السؤال هنا: كيف نقوم بهذا التواصل الجيد دون أن نخلق التوتر وانعدام الثقة. للإجابة عن هذا السؤال، استعرض موقع Very Well Mind أمثلة لبعض المواقف وأنماط التواصل السلبية، التي قد تكون مدمرة في بعض الأحيان، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة حدة توتر علاقتك بشريكك.
– تجنَّب أي نزاع
عوضاً عن مناقشة بعض المشاكل بطريقة هادئة وفي كنف الاحترام المتبادل، يعمد بعض الأشخاص إلى التزام الصمت. وقد يؤدي ذلك إلى تراكم مشاعرالإحباط الكامنة بالنفس، ما قد يولد شعوراً بغضب قد ينفجر في أي لحظة، الأمر الذي من شأنه إيذاء مشاعر الطرف الآخر. قد يتجنب البعض الخوض في نقاش حاد مع الشريك كوسيلة لتفادي الإجهاد والتوتر الناجم عن إثارة خلاف ما. ولكن هذا، في حقيقة الأمر، يؤدي إلى خلق المزيد من التوتر وتوليد مشاعر الاستياء بين الطرفين، فضلاً عن تعقيد الخلاف بينهما في نهاية المطاف. لذلك، من الضروري معالجة المسألة وإيجاد حلول لها.
– اتخاذ موقف دفاعي
عوضاً عن مناقشة شكاوى الشريك بموضوعية وإبداء رغبة لفهم وجهة نظره، يلجأ الأشخاص الذين يتخذون موقفاً دفاعياً إلى إنكار ارتكاب أي أخطاء، واستبعاد أي احتمال بأن يكونوا طرفاً فاعلاً في المشكلة. من المحتمل أن يؤدي إنكار المسؤولية إلى تخفيف حدة التوتر على المدى القصير، ولكن هذا قد يخلق مشاكل طويلة الأمد عندما لا يدرك أحد الشريكين أن موقف الطرف الآخر غير مسموع، في الوقت الذي ستتراكم فيه الخلافات التي لم يتم حلها.
– الإفراط في التعميم
عندما يقوم أحد الأطراف بفعلٍ لا يحبذه شريكه، يعمد إلى التعميم واتهام الطرف المقابل بالقيام بتلك السلوكيات بشكل دائم. لذلك، عليك تجنبُ قول عبارات «أنت دائماً» أو «أنت لا تفعل ذلك مطلقاً»، من قبيل «أنت دائماً تعود إلى المنزل متأخراً!» أو «أنت لا تقوم بما أطلبه منك به أبداً!»، فهذا أمرٌ جوهري ضمن العلاقات السليمة. توقَّف وفكِّر ملياً في مدى صحة ما تقوله، وتجنَّب إثارة خلافات قديمة، فذلك يؤدي إلى تجاهل الموضوع قيد النقاش. فضلاً عن أن هذا يتسبب في إثارة المزيد من المشاعر السلبية ضمن العلاقة، وقد يحول هذا دون إيجاد حل فعلي، ويزيد من تأزم الوضع.
– أنت دائماً على حق
قد يكون التفكير، في وجود وجهة نظر واحدة «صحيحة»، وأخرى «خاطئة» للحكم على بعض الأمور، مدمراً للعلاقة، بالإضافة إلى الاعتقاد الدائم بصحة وجهة نظرك. فلا تطلب من شريكك أن يرى الأمور من منظورك الخاص، ولا تتعامل مع الأمر على أنه شخصي في حال كان رأيه مخالفاً لرأيك. ابحث عن حل وسط أو أظهِر عدم موافقتك بشأن موقفه. لكن، تذكر أنه لا يوجد رأي «صحيح» دائماً أو آخر «خاطئ» دائماً، فكلتا وجهتي النظر يمكن أن تكون صحيحة.
– التحليل النفسي أو قراءة الأفكار
عوضاً عن محاولة معرفة ما يفكر فيه أو يشعر به الشريك، يعتقد بعض الأشخاص أحياناً أنهم «يعرفون» ذلك جيداً بناء على تفسيرات خاطئة لأفعال شركائهم، وتكون تفسيراتهم في الغالب سلبية. قد يؤدي هذا إلى خلق مشاعر عدوانية وسوء فهم بين الطرفين. لذلك، من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار أننا جميعاً نملك منظوراً يتميز عن الآخرين، كما ينبغي ألا نفسر الأمور انطلاقاً من منظورنا الشخصي. كل ما ينبغي لنا فعله حقاً هو الإنصات جيداً إلى الطرف الآخر، حتى يتسنى له توضيح وجهات نظره.
– نسيان الإصغاء
يعمد العديد من الأشخاص إلى مقاطعة الطرف الآخر خلال النقاش وعدم النظر إليه، فضلاً عن تحديد ما سيجيبون به بعد ذلك خلال النقاش، عوضاً عن الإصغاء جيداً إلى ما يقوله الطرف الآخر ومحاولة فهم رأيه. ويحول هذا الأمر دون استيعاب وجهة نظر الشريك، ما يولد لديه رغبة في عدم معرفة ما تفكر به. لذلك، لا تقلل من أهمية الاستماع والتعاطف مع شريكك، وأيضاً ينبغي لك أخذ مهارات الإصغاء بعين الاعتبار.
– إلقاء اللوم على الشريك
يعمد بعض الأشخاص إلى انتقاد الطرف الآخر وإلقاء اللوم عليه لأنه تجرأ على إثارة خلاف ما، حيث يعتبرون أن الاعتراف بأي خطأ قد يضعف مصداقيتهم. لذلك يعملون على تجنب هذا بأي ثمن، وقد يصل بهم الأمر إلى محاولة جعل الطرف الآخر يشعر بالخزي لأنه قد ارتكب «خطأ». عوضاً عن ذلك، حاوِل أن تستغل الخلاف القائم بينكما لتحليل الموقف بشكل موضوعي أكثر، وتقييم احتياجات كلاكما والتوصل إلى حل يكون في صالحكما.
– محاولة «الفوز» بالنقاش
في حال انصب اهتمام الأشخاص على تحقيق «الفوز»، من المرجح أن يؤدي ذلك إلى خسارة علاقتهم. لذلك يجب أن يكون الهدف من مناقشة إشكال ما، هو التفاهم المتبادل والتوصل إلى اتفاق أو قرار يأخذ بعين الاعتبار احتياجات كلا الطرفين. في حال كنت تتبع أخطاء الطرف الآخر، دون الاهتمام بمشاعره، وتظل متمسكاً بوجهة نظرك، فأنت حتما تسير في الطريق الخاطئ.
– انتقاد شخصية الشريك
أحياناً يصدر بعض الأشخاص حكماً بأن أي فعل سلبي يقْدم عليه الشريك يعتبر عيباً في الشخصية. على سبيل المثال، إذا ترك الزوج جواربه ملقاة على الأرض، تعتبر الزوجة ذلك عيباً في شخصية زوجها وتصفه بأنه «مستهتر وكسول»، أو إذا كانت المرأة تريد مناقشة مشكلة تمر بها في علاقتها مع زوجها، يميل زوجها إلى وصفها بـ «المتطلبة»، أو «المسيطرة». وقد يؤدي هذا إلى خلق تصورات سلبية من كلا الجانبين. تذكَّر أن تحترم شريكك، حتى لو كنت لا تحب ما يقوم به من سلوكيات.
– المماطلة
عندما يبدي أحد الطرفين رغبة في مناقشة بعض المسائل التي تتسبب بإثارة الخلافات، في بعض الأحيان يعمد الطرف المقابل إلى المماطلة، أو يرفض الخوض في الموضوع أو الإصغاء إلى ما يثير قلق الشريك. يدل هذا المؤشر على انعدام الاحترام بين الطرفين، وفي بعض الحالات، قد يوحي بالازدراء، في حين يعمل على تصعيد الخلاف. لكن علينا أن ندرك أنه لا يمكن حل المشاكل القائمة من خلال المماطلة، إنما يخلق ذلك المزيد من المشاعر المضطربة بين الطرفين ويضر بالعلاقة. لذلك، من الأفضل الإصغاء جيداً ومناقشة الأمور بطريقة محترمة.