فيلم “بنزين” ومعاناة الشباب التونسي
ينطلق عرض الفيلم الروائي الطويل الأوٌل “بنزين” للمخرجة التونسية سارة العبيدي في قاعات السينما التونسية في الايام القليلة القادمة.
ويسلط الفيلم الجديد الضوء على الهجرة غير الشرعية ومأساة قوارب الموت.
أمام انسداد الآفاق واستفحال اليأس والإحباط وعدم الثقة في المستقبل تحولت الهجرة السرية عبر قوارب الموت باتجاه السواحل الجنوبية الإيطالية إلى حلم الآلاف من الشباب التونسي بحثا عن جنة مفترضة.
وخلال السنوات الماضية نشطت شبكات تهجير الشباب التونسي العاطل عن العمل نحو البلدان الأوروبية وخاصة نحو إيطاليا مستفيدة من حالة الانفلات الأمني وارتفاع العاطلين.
وتحولت الهجرة السرية في تونس إلى ظاهرة اجتماعية خطيرة تشمل مختلف الفئات بما في ذلك النساء والأطفال.
والعمل الروائي الجديد من بطولة مجموعة من الممثلين أغلبهم يظهر لأوٌل مرٌة في عمل سينمائي وكلٌهم من هواة المسرح مثل علي اليحياوي وجمال شندول ومكرم السنهوري.
واختارت المخرجة سارة العبيدي مسارا سينمائيا مختلفا، يتمحور حول احداث بعد ثورة الياسمين التي عرفت أكبر عملية هجرة سريٌة “الحرقة” نحو إيطاليا خاصة سواء عبر الشواطئ التونسية او الليبية.
و”بنزين” يكشف مأساة عائلة تونسية تفقد ابنهما الوحيد أحمد الذي يهاجر الى إيطاليا وتنقطع أخباره لتعيش والدته بالخصوص لوعة الفقدان ومراراته.
وتتوغٌل المخرجة سارة العبيدي في كشف الحياة اليومية في ريف فقير في الجنوب الشرقي التونسي بين مارث وبن خداش وتوجان حيث لا بوجود اي مورد رزق باستثناء تهريب البنزين المعروف بـ”الخط” او التفكير في الهجرة بالنسبة للشبٌان الحاصلين على شهادات عليا.
أظهرت دراسة أعدها مرصد الشباب في تونس خلال عام 2014 أن 93 بالمائة من الشباب التونسي يشعر بأن “الثورة عمقت تهميشه اجتماعيا وسياسيا” فيما قال 87 بالمائة إن “الثورة خيبت آماله” لأنها “لم تنجح في تشغيل العاطلين ولا في تحسين أوضاع العاملين”.
وقاد التهميش الاجتماعي والسياسي إلى تفاقم الإحباط وعدم الثقة في المستقبل حيث يرى 79 بالمائة من الشباب أن مستقبله غامض وأنه فقد الأمل في تحقيق تطلعاته.