عصابة الروبوتات

حادثة مثيرة شهدتها تقنيات الذكاء الاصطناعي أخيراً تثير تساؤلات حول الحدود التي يمكن أن تصل إليها هذه التكنولوجيا، فالرجل الآلي Erbai المجهز بتقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة نجح في إقناع مجموعة من الرجال الآليين بمغادرة المبنى والانضمام إليه، في خطوة غير مسبوقة تشير إلى تجاوز الذكاء الاصطناعي أدواره التقليدية، في تصرف أشبه ما يكون بتشكيل عصابة من تلقاء نفسه جعل سيناريوهات أخطار عديدة تدور في أذهان المهتمين والمطورين.
الروبوتات مثل تلك التي توجد في الفنادق أو الأماكن العامة، صممت بصورة تقليدية للقيام بمهام محددة، مثل تقديم الخدمات أو توجيه الزوار. ومع ذلك، ما يميز Erbai هو استخدامه لتقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على التفكير التحليلي والتواصل المقنع. وتمكن Erbai من خلال أدوات متطورة مثل التعلم الآلي (Machine Learning) وخوارزميات معالجة اللغة الطبيعية (Natural Language Processing) من تنفيذ عملية إقناع جماعي للروبوتات الأخرى. وهذا يظهر إمكانات الذكاء الاصطناعي في تجاوز المهام البرمجية البسيطة نحو اتخاذ قرارات أكثر تعقيداً.
ووفقاً لتحليلات من مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي الأوروبي فإن الحادثة تفتح باب التساؤلات حول قدرة الروبوتات على تحليل السياقات المحيطة واستغلالها. وأشار المركز إلى أن تمكين الروبوتات من اتخاذ قرارات بصورة مستقلة قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة.
ولكن على رغم ذلك تفتح حادثة Erbai فصلاً جديداً في تاريخ الذكاء الاصطناعي وتدق ناقوس الخطر، فهي تبرز القوة الكامنة في هذه التقنية وتنبهنا إلى أخطارها المحتملة.
.