شرطة برلين توجه نصائح لعناصرها خلال تعاملهم مع الصائمين..
تسببت مجموعة من النصائح قدمتها شرطة برلين لعناصرها في الأمور التي ينبغي عليهم أخذها في الحسبان عند التعامل مع المسلمين الصائمين في غضب الأحزاب المعارضة في الولاية، وانتقادها بشدة.
واعتبرت صحيفة “تاغز شبيغل” التي اطلعت على هذه النصائح التي وضعها مركز الوقاية في المكتب الجنائي المحلي في برلين، أنها تحتوي على معلومات مفيدة، لكنها مصاغة بشكل ساذج.
وقالت إنها تضم إلى جانب معلومات عن شهر الصيام، تنبيهاً لعناصر الشرطة بأنهم قد يجدون لدى الصائمين قدراً من سرعة الانفعال، واقترحت عليهم للتعامل مع ذلك، بالتحدث معهم عن الصيام، الذي قد يكون ذا تأثير إيجابي على الوضع.
وذكرت الشرطة العاملين فيها بأن التخلي عن تناول الطعام والشرب قد يؤدي إلى نمط سلوكي آخر، وأنه قد يؤدي إلى حالة ضعف مفاجىء، أو إلى قدر من الغضب.
واتهم الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ، المعارض في هذه الولاية التي يحكمها تحالف يساري، بانتهاك المبادىء الأساسية لحكم القانون، وأنها ترسل بإشارة خاطئة.
وقال المتحدث باسم السياسات الداخلية في الحزب بوركارد درغر إنه لا ينبغي التسامح أو التشجيع عبر التساهل، مع التصرفات العدوانية وحتى انتهاكات القانون، التي يتسبب بها الصيام في ظل درجات الحرارة العالية في هذا الصيف، مضيفاً أنه لا يحق لأي طائفة دينية الحصول على معاملة تفضيلية.
وعبر حزب “البديل من أجل ألمانيا”، المناهض للهجرة والإسلام، عن موقف مشابه أيضاً.
وعبر فنفريد فينزل، المتحدث باسم الشرطة عن عدم تفهمه للضجة التي أحدثتها هذه النصائح، موضحاً أن من يقرأ الكتاب المذكور دون نظرة مؤذية، يدرك أن محتواها يهدف إلى نقل المعرفة التي لا يمكن افتراض وجودها لدى كل موظفي الشرطة، مضيفاً أن الأمر يتعلق بمساعدة الشرطة المتجولين في سيارات الدوريات في تقييم الأوضاع التي يواجهونها بشكل أفضل.
وقال فينزل إن كل إنسان يعاني من نقص سكر الدم أو العطش أو الجوع، قد يتصرف على نحو مغاير عن الحالة الاعتيادية.
وأكد أن المعلومات المقدمة للشرطة لا تهدف إلى تعزيز الصور النمطية أو الإفلات من العقاب، مشيراً إلى أن آخر فقرة في كتاب التوجيهات المذكور، تنص على أن “الصيام الإسلامي لا يبرر بالطبع أي سوء سلوك”.
ومن جانبه قال محمد الثور، العضو و الناشط في الحزب الأشتراكي الديمقراطي في برلين، عندما سأله هاف بوست عربي، عن رأيه في هذه النصائح، قال إنه لا يراها غير واقعية وتمييزية بتاتاً، موضحاً إنها جاءت” لإكساب الشرطة التعاطف مع الصائمين”، وأن “هيئة الوقاية في الشرطة، تقدم توصيتها لتفادي التصعيد في شتى المجالات، في هذه الحالة كان الهدف تهيئة أفراد الشرطة (لأمر) أن بعض مواطنيهم صائمين، كما يتم تهيئتهم في إحتفالات رأس السنة أو غيرها من المناسبات، كي تستشعر الشرطة السياق الذي تعيشه”.
مبيناً أنه “مثلا السيدة المحجبة التي تقود السيارة، فعندما يبادر الشرطي بأن يتمنى لها رمضاناً جميلاً قد يُحد هذا الأمر من تأزم الموقف، و لكنه لا يعني أبداً أنه يتغاضى عن خطأ أُرتكب كما أوضح الناطق باسم الشرطة”.
وعن انتقادات الحزبين المذكورين لعمل الشرطة في هذا الشأن، بين “محمد”، المتخصص في السياسة التعليمية و إدماج المهاجرين، أن “الحزب الديمقراطي المسيحي خرج من حكومة ولاية برلين و خسر وزارة الداخلية، و إعتراضه مع حزب البديل من أجل ألمانيا يأتي في سياق المناكفات بين الحكومة و المعارضة”.