شخصية العدد: داليدا.. مطربة الأمل
المطربة «داليدا» أحد أهم أيقونات الغناء في العالم كله وليس في مصر فقط، يردد أغانيها وألحانها كل مواطن يتحدث بإحدى اللغات التسع التي غنت بها جميع أغانيها التي تجاوزت حاجز الـ500 أغنية، زينت خلالها حياة الشعوب بالأمل والبسمة إلا أنها فشلت في إحياء نفسها بهما، مرت بقطار حياتها بمحطات من المآسي والأحزان التي جعلتها تنهي حياتها منتحرة بعد تحقيق حلمها نحو الشهرة والنجومية.
– ولدت داليدا في 17 يناير 1933م، في حي شبرا بالقاهرة الكبرى، لأبوين من المهاجرين ترجع أصولهما إلى جزيرة كالابريا في جنوب إيطاليا.
– اسمها الحقيقي يولاندا كريستينا جيجليوتي ولكنها اختارت اسم « داليلة»، ليكون اسمًا فنيا لها، وبعض فترة اقتنعت يولاندا بضرورة تغيير اسمها الثاني أيضًا، فلجأت إلى خلط اسمها الحقيقي بالآخر الذي تحبه، فكانت النتيجة «داليدا»، وهو الذي اشتهرت به فيما بعد.
ـ عانت داليدا من حدة تعامل والديها معها، وخاصة أنهما كانا أحد الأسر المسيحية المتشددة والصارمة في عاداتها وتقاليدها.
تعلمت داليد العزف والموسيقى، ولكنها كانت تعشق التمثيل، وحلمها هو أن تصبح ممثلة مشهورة وعالمية، وبالفعل نجحت في ذلك في نهاية مشوارها الفني، بكل كانت فنانة مشهورة على الصعيد الغنائي والسينمائي.
– تقدمت لمسابقة ملكة جمال مصر عقب وفاة والدها دون علم والدتها عام 1954، وفازت باللقب الذي كان بداية طريقها نحو النجومية، إذ عرضت عليها أدوار ولكنها لم تكن بارزة بدرجة كبيرة.
– تعلق بها الفنان عمر الشريف، أثناء مشاركتهما في فيلم أمريكي باسم «The Story of Joseph and His»، ولكن سرعان ما عاملته ببرود، وكانت تعمل في هذا العمل كـ«دوبلير» لبطلة العمل الممثلة الأمريكية جوان كولينز.
– برغم الشهرة والنجومية اللتين حققتهما داليدا إلا أنها كانت تعيش طوال حياتها لحظات وظروف مأساوية كانت سببًا في تدمير حياتها فيما بعد، وأحد هذه المآسي هو علاقاتها العاطفية، فمعظم من أحبتهم انتهت حياتهم إلى مصير الانتحار، وأحبت رجلاً يدعى «لوسيان موريس» لكنها انفصلت عنه بعد أشهر قليلة لأنها وقعت في حب آخر، وهو الرسام «جان سوبيسكي» وحاول عشيقها الأول أن يقترن بامرأة أخرى لكن علاقتهما لم تستمر فحاول مجددا العودة إلى داليدا حبه الأول دون جدوى، فأقدم على الانتحار مطلقًا النار على نفسه، وعاشت داليدا تجربة عاطفية أخرى عام 1967، مع شاب مطرب يدعى «لويجي تانجو»، ولكن فشله في مشاركته في مهرجان سان ريمو عام 1967 دفعته إلى الانتحار، وكانت داليدا أول من رأى جثته مغطاة بالدماء، وعندما تمكنت من نسيان الماضي احبت رجل بفترة السبعينات ولكنه هو الآخر توفي منتحرا.
– حاولت الانتحار للمرة الأولى بعد انتحار زوجها من لويجي تانجو، ومكثت في المستشفى لمدة 5 أيام، وخضعت بعدها لعلاج نفسي عامين، وفي مقابلة تليفزيونية قالت عن هذه المحاولة: «لم أعد قادرة على تقبل ذاتي وكنت في حالة معاناة لا مخرج منها.. ولكن يجب أن نحب الحياة».
– قدمت داليدا أغانيها بتسع لغات هي الفرنسية والإسبانية والإيطالية والألمانية والعربية والعبرية واليابانية والهولندية والتركية، واحتلت لوائح أفضل عشر أغنيات حول العالم، وفي عام 1978 كانت داليدا من أوائل الذين صوروا أغانيهم بطريقة الفيديو كليب بفرنسا.
– أول ظهور لها في السينما المصرية في فيلم «سيجارة وكاس» مع سامية جمال وإخراج نيازي مصطفى، وكان الثاني والأخير في فيلم «اليوم السادس» من إخراج يوسف شاهين، مع شويكار ومحسن محيي الدين وصلاح السعدني، وحقق نجاحًا كبيرًا بفضل مشاركتها فيه، وزخرت مكتبتها السينمائية بحوالي 12 فيلما، وزاد رصيدها الغنائي عن 500 أغنية بلغات مختلفة، وحظيت بتقدير كبيرًا من قبل عدد من الدول وعلى رأسهم فرنسا، فقد كرمها الرئيس الفرنسي شارل ديجول، وبعد وفاتها كرمتها نفس الدولة بوضع صورتها على طوابع البريد.
– ظهرت الكثير من الكتب والمؤلفات والأعمال الفنية التي تتحدث عن حياتها، ومنها مسرحية «solitudini»، التى قُدِّمَت عام 1999، وكذلك فيلم تليفزيوني قُدِّمَ عام 2005 من جزأين عن حياتها ومشوارها.
– في 3 مايو 1987 انتحرت داليدا في باريس بتناول كمية كبيرة من الحبوب المخدرة، وتركت رسالة قالت فيها «سامحوني الحياة لم تعد تحتمل»، ودفنت في مقابر المشاهير المسماة «Cimetiere de Montmartre» في باريس، وصنع لها تمثال بحجمها الطبيعي وضع على قبرها.