‘ديب سيك’ درس آخر لم تتعلمه الولايات المتحدة

شهدت الساحة التكنولوجية العالمية في الآونة الأخيرة فضلا جديدا التوتر بين الدول الغربية والصين، وذلك على خلفية التقدم الكبير الذي أحرزته الشركات الصينية في مجال الذكاء الاصطناعي.

ومن بين هذه الشركات، برز اسم “ديب سيك”، التي تمكنت من تطوير نموذج ذكاء اصطناعي متطور يُنافس النماذج الغربية الكبرى ويقلب موازين السبق الغربي في المجال لصالح الصين، ومرة أخرى بدى ان الولايات المتحدة تستنسخ نفسها في مواجهة تحد عاشه التفوق الغربي التقني المزعوم اكثر من مرة خلال الأعوام القليلة الماضية.

ومن هواوي الى تيك توك وأخيرا “ديب سيك”، تبدو السياسات الغربية وخاصة الأميركية متشابهة في محاولة كبح ما لا يمكن كبحه، بل ان هذه السياسات أدت وقد تؤدي الى نتائج عكسية كما هو الحال مع هواي.

رغم أن العقوبات الأميركية التي فرضت قبل  ست سنوات، كان يُفترض أن تُضعف عملاقة التكنولوجيا الصينية، إلا أنها دفعتها إلى تعزيز استقلالها التكنولوجي والاعتماد على مواردها المحلية، مما أدى إلى نتائج غير متوقعة لصالحها.

 فبعد أن حُرمت من الوصول إلى أشباه الموصلات المتقدمة والتقنيات الأميركية، استثمرت هواوي بشكل مكثف في تطوير رقائقها الخاصة من خلال شركتها التابعة “هاي سيليكون”، كما عملت على بناء سلسلة توريد محلية لتقليل اعتمادها على الموردين الغربيين.

إضافة إلى ذلك، سرعت العقوبات من تحول الصين نحو تصنيع أشباه الموصلات محليًا، مما جعل هواوي لاعبا أساسيا في جهود بكين لتحقيق الاكتفاء الذاتي التكنولوجي. وبدلًا من أن تنهار، نجحت الشركة في إطلاق أجهزة جديدة مثل هاتف “ميت 60 برو”، الذي أثبت قدرتها على تطوير تقنيات متقدمة دون الاعتماد على التكنولوجيا الأميركية، مما اعتبره البعض انتصارا غير متوقع في مواجهة الحصار التكنولوجي.

لكن يبدو ان الولايات المتحدة والغرب يرفضون التعلم من الدرس.