تهديد الإرهاب للمجتمعات يتطلب مواجهة شاملة

أصيب 29 شخصاً بجروح أمس في اعتداء بمحطة مترو الأنفاق بجنوب غربي لندن بمتفجرة تقليدية الصنع أدت إلى «كرة لهب» في ساعة الذروة وهو الهجوم الذي أدانته كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والكويت.

وأدانت الإمارات بشدة الانفجار الإرهابي في لندن. وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها رفض دولة الإمارات التام لكل أشكال وممارسات العنف والتطرف والإرهاب والتحريض عليها. وأكدت ضرورة تضافر الجهود للتصدي الحازم لآفة التطرف والإرهاب الذي يهدد أمن المواطنين في حياتهم اليومية.

وقالت إن استهداف الإرهاب للمجتمعات المتحضرة لا يمكن القبول به أو التهوين من شأنه ويتطلب المزيد من العمل الجاد ضمن مقاربة شاملة للتصدي للتطرف والترويج له. وأعربت الوزارة في ختام بيانها عن تضامن دولة الإمارات مع حكومة وشعب المملكة المتحدة وأسر المصابين متمنية الشفاء العاجل لهم.

إدانة سعودية

بدورها، أعربت المملكة العربية السعودية عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتفجير الإرهابي في لندن وجدد مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية تضامن بلاده ووقوفها إلى جانب المملكة المتحدة ضد الإرهاب والتطرف، متمنياً سرعة الشفاء للمصابين. كما أدانت مصر في بيان مماثل هذا التفجير الإرهابي.

ووقع الاعتداء وهو الخامس خلال ستة أشهر بلندن، في محطة بارسونز غرين الواقعة بحي في جنوب غربي العاصمة البريطانية.

اجتماع طارئ

وقال قائد وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية مارك رولي أمام صحافيين «لقد وقع انفجار» مرده «برأينا إلى تفجير عبوة ناسفة يدوية الصنع»، بعد أن كان المسؤول في مكافحة الإرهاب نيل باسو أشار إلى عمل إرهابي.

وقالت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي إثر اجتماع طارئ للحكومة «كان القصد من العبوة الناسفة التسبب في أضرار كبيرة» ووصفت الأمر بأنه عمل «جبان».

وأبقي على مستوى الإنذار عند «المرحلة الحرجة» التي تشير إلى اعتداء «محتمل جداً».

وأعلنت الأجهزة الصحية سقوط 22 جريحاً ليس بينهم إصابات خطرة وأنهم يتلقون العلاج في المستشفيات «غالبيتهم» بسبب الحروق، بحسب رولي بينما خرج جزء من شبكة المترو المزدحمة في لندن من الخدمة بعد الانفجار.

وتوقفت القطارات بين محطتي ويمبلدون وإدجوير رود بعد قليل من الحادث.

ويأتي الاعتداء في أجواء من التهديد الإرهابي في بريطانيا بعد موجة اعتداءات تبناها تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة.

وروى تشارلي كريفن الذي كان يتوجه إلى المترو عند وقوع الاعتداء «كان هناك دوي عنيف»، مضيفاً «نستقل المترو كل صباح للتوجه إلى العمل، لم نكن نتخيل أبداً أن يحصل هذا الأمر هنا». وقال بيتر كرولي إنه رأى «كرة من اللهب» ونشر على «تويتر» صوراً تظهر جبينه مصاباً بحروق.

وأظهرت صور على «تويتر» ما يمكن أن تكون العبوة الناسفة اليدوية الصنع وهي مصدر الانفجار وهي سطل ابيض مشتعلاً في كيس تجميد داخل عربة لقطار أنفاق قرب بوابة آلية وقد خرجت منه أسلاك كهربائية.

طوق أمني

وضربت قوات الأمن صباحاً طوقاً في محيط المحطة ونصبت حزاماً أمنياً ونشرت أمنيين مسلحين ببنادق هجومية.

كما هرعت أجهزة الإسعاف والإطفاء إلى المكان، حيث جلس سكان لم يمكنهم التوجه إلى العمل على الأرصفة ويتابعون الأخبار على هواتفهم في حين قدم تجار في محيط المحطة الشاي والقهوة لهم.

وأشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إرهابيين «فاشلين» رصدتهم الشرطة البريطانية قبل الاعتداء. وكتب في تغريدة «هجوم جديد في لندن ينفذه إرهابي فاشل. إنهم مجانين كانت تراقبهم الشرطة البريطانية».

وأثار هذا التصريح غضب تيريزا ماي التي نددت بتصريحات «لا تساعد أبداً».

وقالت إن التكهن بشأن التحقيقات لا يفيد أحداً.

ورداً على سؤال عما إذا كان ترامب يعرف أمراً لا تعرفه بريطانيا قالت ماي «لا أعتقد أن من المفيد لأحد التكهن عما ينطوي عليه تحقيق مفتوح».

اترك تعليقاً