الأمم المتحدة: أمام سو تشي فرصة أخيرة لإنهاء مأساة الروهينغا
شدد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، على أنه أمام زعيمة ميانمار أون سان سوتشي «فرصة أخيرة» لإنهاء مأساة الروهينغا، بينما ينتظر العالم خطابها المرتقب، غداً الثلاثاء، وهو الأول لها حول هذه الأزمة التي تتفاقم وسط مخاوف من المجاعة وانتشار الأوبئة بين اللاجئين.
ووفقاً لبيانات صدرت أمس عن صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) فإن أكثر من 410 آلاف من مسلمي الروهينغا فروا من ولاية راخين بغرب البلاد إلى بنغلاديش منذ اندلاع موجة جديدة من أعمال العنف نهاية الشهر الماضي، وأن الآلاف لا يزالون يصلون بصورة يومية.
وقال غوتيريس لهيئة الإذاعة البريطانية: «أتوقع أن تكون زعيمة البلاد قادرة على احتواء الأزمة، وأن تكون قادرة على قلب الوضع». وأضاف: «لديها فرصة، لديها فرصة أخيرة، في رأيي، للقيام بذلك».
وأقر بأن لجيش ميانمار الذي لا يزال يتمتع بسلطة كبيرة في شؤون السياسة بعد عقود من الحكم العسكري، أيضاً، دوره الذي يتعين عليه القيام به، وقال إن «المأساة ستكون مروعة بكل تأكيد» إذا لم تتبدل الأوضاع.
وفي ظل هذا التدفق الهائل إلى بنغلاديش، تسعى وكالات الأمم المتحدة إلى منع تفشي الأمراض، وخاصة بين الأطفال الذين يشكلون 60 في المئة من إجمالي اللاجئين الوافدين أخيراً.
وأعلنت اليونيسف في جنيف أنه سيتم تطعيم نحو 150 ألف طفل لاجئ من الروهينغا ضد الحصبة والحصبة الألمانية وشلل الأطفال خلال الأيام المقبلة.
وأعلنت وكالة إغاثة أن لاجئين من الروهينغا قد يلقون حتفهم بسبب عدم كفاية الكميات المتاحة من الغذاء والماء والمأوى للأعداد الكبيرة منهم التي هربت إلى بنغلاديش من العنف في ميانمار.
وقال مدير وكالة (أنقذوا الأطفال) للإغاثة ببنغلاديش مارك بيرس في بيان: «يصل العديد من الناس جوعى ومرهقين بلا غذاء ولا ماء. أنا قلق لأن الطلب بالأخص على الغذاء والماء والمأوى والمتطلبات الصحية الأساسية لا يلبى بسبب الأعداد الكبيرة من المعوزين. إن لم تتوافر للأسر احتياجاتها الأساسية فسيسوء الوضع الذي يعانون منه وقد يلقى البعض حتفهم».
في غضون ذلك تستعد زعيمة ميانمار أونغ سان سوتشي لإلقاء خطاب هو الأول لها حول أزمة الروهينغا سعياً منها إلى تهدئة الانتقادات الغاضبة في العالم من دون الطعن في الجيش.
وستلقي الحائزة جائزة نوبل للسلام غداً الثلاثاء، الخطاب الأهم منذ توليها مسؤولياتها. وسيكسر الخطاب المتلفز صمتاً مطبقاً تقريباً منذ اندلاع أعمال العنف العرقية والدينية في ولاية راخين.