أصدقاء عليك التخلّي عنهم
لديك أصدقاء كثر ومهما اختلفت أسماؤهم، فإن وجودهم يجعلك الشخص الذي أنت عليه الآن.
فقد كشف بحثٌ عن أن ما يحدث في العلاقات العاطفية الطويلة هو ما يحدث في علاقات الصداقة، فالأصدقاء يتبادلون سماتهم الجيدة وتدمج بدون وعي في شخصياتهم.
ويقول علم النفس إن “علاقات الصداقة التي نرضى عنها ونلتزم بها لفترة طويلة هي العلاقات التي تساعدنا في النضوج”.
للعلاقات الاجتماعية القوية دورٌ في الحفاظ على الصحة، وتقوية الجهاز المناعي، وتقليل الضغوط، والعيش لمدة أطول، لكن بالطبع لا ينتمي كل أصدقائنا لهذه الفئة.
فيما يلي سبعة أنواع من الأصدقاء الذين يسببون أضراراً أكبر من المنافع:
– الآخذ
حين يخسر صديقك المُقرَّب وظيفته أو شخصاً يحبه، ستوفر له بالطبع حضناً دافئاً، وآذاناً صاغية لآلامه، وربما بعض الشوكولاتة اللذيذة، ستفعل ذلك دون أن تتوقَّع شيئاً في المقابل.
تقول الأستاذة المساعدة بجامعة وينيبيغ الكندية والباحثة في مجال العلاقات، بيفيرلي فيهير: “إذا استمعت لمشاكلك يوم السبت، فهذا لا يعني أن عليك الاستماع لمشاكلي يوم الأحد، فالتوازن بين الأخذ والعطاء في العلاقات يحدث على المدى الطويل”.
لكن الصديق الآخذ يستنزف طاقتك ويتركك بلا عون، الأمر الذي يسبب المشاعر السلبية ويؤثر على العلاقة برمتها.
وتضيف بيفيرلي أن هذا أيضاً يولِّد مشاعر الاستياء والغضب، إذا كان لديك هذا الصديق في حياتك، فعليك أن تقطع علاقتك به وتستثمر وقتك في علاقة يكون الحب والدعم فيها متبادلاً.
– الدرامي
يمثل الصديق الدرامي رفيقاً جيداً في مسلسلات التلفاز، لكن الواقع غير ذلك.
ويقول الباحث المساعد في مجال الصحة النفسية بجامعة أورانج بولاية كاليفورنيا الأميركية، ديفيد فريدريك: “يؤثر الضغط والقلق بشكل سلبي على الصحة العامة، والصداقة التي تسبب القلق والضغط باستمرار يمكن أن تكون مضرة”.
ويتضمن هذا أيضاً الأصدقاء الذين يستمتعون بإغضاب الآخرين، ونشر الشائعات، واعتبار أنفسهم ضحايا يُساء فهمهم طوال الوقت.
تابَعَ فريدريك: “هذا النوع من الأصدقاء مسلٍّ وممتع، لكنها علاقة مليئة بالألاعيب والآلام التي تسبب الضغط النفسي والضرر”.
من يحتاج للمزيد من الضغط؟ توجَّه إلى الأصدقاء الذين يساعدونك على تقليل مشاكلك لا زيادتها، يضيف فريدريك قائلاً: “الحياة قصيرة جداً لنضيِّعها مع أصدقاءٍ يشعروننا بالسوء تجاه أنفسنا”.
– ذو التأثير السيئ
إن انتشار التأثير السيئ بين الأصدقاء قد يكون أسرع بكثير من انتشار الإنفلونزا، فقد أثبتت الدراسات أن أصدقاء السوء يمكن أن يتسببوا في انتشار زيادة الوزن.
واكتشف الباحثون، في أحد الأبحاث التي تمت على أكثر من 12 ألف فرد، والتحليلات التي أُجرِيَت على مدار 32 عاماً، أن فرص الناس في زيادة الوزن تزيد بنسبة 57% إذا كانوا مُحاطين بأصدقاءٍ يزداد وزنهم بالتدريج، واستنتجوا أن السبب هو أنك إذا كنت مُحاطاً بأصدقاءٍ بدناء، ستتقبَّل زيادة وزنك بسهولةٍ وصدرٍ رحب.
أبعِد هؤلاء عن دوائرك الاجتماعية، وتناول الطعام الصحي، ورافق الأصحاء بدلاً منهم.
يضيف فريديريك”: يمكن للأصدقاء أن يساعدوا في تحسين الحالة الصحية عن طريق تعزيز ونشر العادات الجيدة بينهم”.
– الذي لا دور له
ما الضرر في الصديق الذي لا يضيف أي شيء ولا يطلب أي شيء أيضاً؟ يقول ليفاندوفسكي أن من المُحتَمَل أن هذا الصديق يمنعك بغير قصدٍ عن الأصدقاء الجيدين الذين يساعدونك على التعلُّم والنضج، وبتجنبِ هذا النوع من الرفاق تفتح لنفسك أبواباً للفرص الجديدة والأصدقاء الذين يساعدونك على الانفتاح لا الانغلاق، لكنك لست مضطراً لقطع العلاقات معهم، فتكشف الدراسات أن أصدقاءً قليلين يؤثرون في حياتك بشكل إيجابي أفضل بكثير من أصدقاءٍ كُثُر بلا أثر.
ويقترح فريدريك أن عليك أن تضع “الصداقات الطبيعية الخفيفة والممتعة في أولوياتك”.
– الذي يحتاج دوماً للمساعدة
إذا كنت تقضي وقتاً بصحبة الأصدقاء لأنهم يجعلونك تضحك ويشاركونك اهتماماتٍ، مثل حبك لليوغا أو يساعدونك بنصائحهم الحكيمة، فهؤلاء يجب أن تحتفظ بهم.
أما إذا كنت تمضي وقتاً طويلاً مع الأصدقاء لأنهم يشعرونك باحتياجهم لك فكن حذراً.
يقول فريديريك: “يشعر بعض الناس بالحاجة إلى مساعدة الآخرين لأن هذا يمنحهم إحساساً بالبهجة والطاقة، لكن هذا يجب أن يتم بشكل متوازن حتى يكونوا قادرين على التوقف عندما يصبح الأمر مضراً”.
ويقترح عالم النفس أن تتراجع فوراً وتهتم بنفسك وتخصص وقتاً لذلك إذا شعرت أن اهتمامك بصديقك يستهلك من وقتك الشخصي ويسبب شعوراً بالثقل.
– مشعل الخلافات
ألا يمكن أن نتخطى ذلك؟ إذا كان هذا السؤال هو أكثر ما يُقال بينك وبين أصدقائك، عليك أن تبدأ البحث عن واحدٍ أكثر إيجابية.
ويقول فريدريك: “إن العلاقات التي تخلق دائماً حالة من الصراع يرتبط وجودها دائماً بالاكتئاب وكره الذات”، ويتابع: “عندما تتعلق المشكلة بالأصدقاء والرفاق المُقرَّبين يكون تأثيرها على الصحة النفسية أكبر بكثير من تأثير الخلافات بين الزملاء أو الجيران أو أي علاقات بعيدة”.
وأوضح أنك تعجز عن التحكم في علاقات الجيرة والزمالة، لكن بالطبع يمكنك التحكم في أصدقائك.
ويضيف قائلاً: “علاقات الصداقة هي العلاقات الوحيدة التي يمكننا فيها أن نحيط أنفسنا بأناسٍ يجلبون لنا السعادة ويضيفون لحياتنا معنى”.
– المنافق
لا يحتاج معظم الناس إلى تذكيرهم بالتخلي عن الصديق الذي يشعرهم دوماً بالسوء.
تقول فيهر: “أثبتت دراسات عديدة أن الكثير من الصداقات تنتهي إذا ظهر أي نوع من أنواع خيانة الثقة”، مشيرةً إلى أمورٍ مثل إفشاء الأسرار، والتزام الصمت عند حاجتك للمساعدة”.
وتضيف: “علاقات الصداقة تمر دائماً بأوقاتٍ عصيبة لتنجو من أحداث كهذه”، وهذا أمر عادي؛ فالأصدقاء الذي يحاولون إفساد علاقتك بالآخرين، بالتهكم، والإهانة، والتهويل، أو الجفاء، هم نموذج للعلاقة العدائية، وهي واحدة من أنواع العلاقات التي تتشكَّل مع الأصدقاء الفاسدين.
هؤلاء يجب الاحتفاظ بهم
إن معظم الصداقات لا تنتهي بسبب خلافات ضخمة، لكن بسبب النضج أو اختلاف مسارات الحياة، ويضيف التقرير: “بعضها ينتهي بسبب التغيُّرات التي تمر بها حياتنا، كأن يتزوج صديقك أو ينجب أطفالاً، فتصبح حياتكما مختلفة وتتعرض صداقتكما لخطر الانتهاء لأن كليكما يسير في طريقٍ مختلف”.
لكن هذا لا يعني أن تحذِف رقم صديقك هذا وتقطع السُبُل بينكما، هذه الصداقات تصير خاملة، لكن ستعود إلى أوج ازدهارها عندما يحين الوقت المناسب، و “يمكن للصداقات، على عكس العلاقات العاطفية، أن تستمر وتبدأ من جديد”.
.