شركات التقنية تستغني عن موظفيها .. فهل انتهى العصر الذهبي؟

مع بداية ظهور الشركات التقنية قبل قرابة العقدين، قدمت فرص العمل التي استحدثتها بوصفها “وظائف المستقبل”، وكانت أكثر الجهات التي تستقطب الكفاءات من جميع الأسواق حول العالم.

فمع نمو شركات مثل “أبل” و”غوغل” وأيضاً “فيسبوك”، أصبحت تمتلك عدداً ضخماً من الموظفين من أوروبا وأفريقيا وآسيا وأيضاً من الداخل الأميركي، وشكلت هذه الوظائف وظائف الحلم بالنسبة إلى كثيرين لاعتمادها على تقنيات المستقبل في شركات ستواصل النمو بوصفها تستثمر في الغد.

إلا أنها بدأت أخيراً عملية تقليص للموظفين بشكل ملحوظ في مختلف الشركات، وهو أمر لا يبدو أنه ذو علاقة بسياسة مالك جديد في شركة ما مع تعدد حالات الفصل الجماعية.

فعلى ما يبدو أن معدلات النمو الكبيرة في الشركات التقنية قد وصلت لنهايتها، وبدأ عديد من الشركات حالياً في الاستغناء عن الموظفين في مختلف المجالات كما حصل في “تويتر” و”ميتا” في الأيام الأخيرة.

يعود سبب الطرد الجماعي إلى النمو غير المدروس في أعداد الموظفين متأثرة بسرعة الانطلاقة خلال العقد الماضي مقارنة مع الركود الحالي، إذ واجهت الشركة بسبب ذلك مشكلات كبيرة منها ارتفاع التكاليف وعدم قدرتها على رفع الإيرادات نتيجة تباطؤ النمو في الإعلانات، وعدم قدرة الشركة على زيادة عدد المستخدمين.

ليست “تويتر” فقط من تعاني، حتى “فيسبوك” التي تمتلك أكثر من 85 ألف موظف حول العالم، يتوقع أن تستغني عن عدد من الموظفين والسبب مغامرة الشركة غير الناجحة حتى الآن في عالم “الميتا فيرس” التي لا تحقق إيرادات جيدة مقابل تراجع إيرادات الأنشطة الأساسية، حيث تكبدت خسائر فادحة والسبب عدم اقتناع المستخدمين والمستثمرين في هذا المجال، ما دفعها أخيراً إلى فصل أكثر من 11 ألف موظف.

“أبل” أيضاً توقفت حالياً عن التوظيف بشكل نهائي إلا في أقسام معينة في محاولة لتوفير التكاليف بخاصة مع مشكلات التصنيع المختلفة والتخوف من تباطؤ النمو في سوق الهواتف التي تعد حتى الآن المصدر الأساس في الدخل، والحال لا تختلف كثيراً في شركات مثل “مايكروسوفت” و”أمازون”.

وقامت كل من “إنتل” و”سناب شات” بفصل قرابة 20 في المئة من الموظفين، وتعزو ذلك لأسباب منها ارتفاع المصاريف بشكل كبير مع التضخم الكبير وتباطؤ النمو في هذا المجال بشكل كبير خلال السنوات الماضية.

.